الأسلحة الشخصية في أمريكا هي (عار عليك يا بوش)
فكرة الفيلم تصلح عنوانا لمقالة عن الجذور التاريخية للعنف الأمريكي منذ اجتياح القارة إلى تأسيس الدولة, إذ يخلو من لمحة أو لمعة خاصة, لكنه يكشف أن مخرجه داعية سياسي من الطراز الأول, يتابع موضوعه بدأب تفصيلي, فيعيد انتاج /مونتاج الوقائع / يتناسب وخطابه الإيديولوجي.
في الفيلم الثاني عن تفجير البرجين وكان بعنوان فهرنهايت 11/,9 تأكد الانطباع الأول, فالفيلم يثبت أن لمخرجه ميزات عدة, أهمها حس سياسي يمكنه من التقاط الموضوع الأكثر اشتعالا, لاليطفىء الحريق أو ليشرح العناصر التي أسهمت في تأجيج النار, بل ليرقص حولها, ولابأس بأن يمدها ببعض الألعاب فيزيد من أوارها.
مور يعادي بوش من لحظة وصوله إلى البيت الأبيض وهذا حقه.. لكن ما ليس من حقه أن يوحي برابط بين مصالح النفط التي جمعت أسرتي بوش وبن لادن بتفجيرات نيويورك, فالأخيرة كانت نتيجة سياسة أمريكية تناوب عليها جمهوريون وديمقراطيون اتفقوا على تغذية التيار الديني المتطرف في وجه المد القومي والماركسي..
لكن مور لا يمانع في سبيل ترويج منشوره السياسي من تضخيم العَرَض كما لو أنه أصل الداء, كي ينسل خيطين من بساط الجمهوريين ويضيفهما إلى نول الديمقراطيين, وقد عرف أن المزاج الشعبي الأمريكي الآن هو ضد السعوديين عامة..
لن يضيء الفيلم ما كان مظلما, ولن يرفع ظلما ولا يقدم مقترحا جماليا مبتكرا, بل إعادة توليف لمشاهد سابقة, تماما كما هو الحال مع عمله السابق.
في نهاية فهرنهايت يقول بوش إن العار يركب الشخص إن ارتكب الخطأ ثانية.. وقد كوفىء مور على فيلمه الأول نكاية بالجمهوريين وكذا الأمر مع فيلمه التالي, إذ شعر الناس بأن عليهم الانحياز للفيلم طالما أنه ضد بوش وهذا خطأ بوش أولا لأنه حفز جل المثقفين والفنانين ضد سياسته العسكرية وما رافقها من دعاوى التفوق, لكن المثقفين أخطؤوا ثانية إذ قبلوا عوضا عن خطاب الفن خطاب الدعاية, وعن بناء المنطق ركام التهويش.