تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 7/9/2004
محمد علي بوظة
ثمة الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام تحيط بالقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن بخصوص لبنان والذي حمل الرقم ,1559 وشكل سابقة خطيرة وتدخلاً غير مشروع في الشأن الداخلي والسيادي لدولة مستقلة عضو في المنظمة الدولية ومؤسس لها, بصورة تتعارض مع بنود ميثاق الأمم المتحدة وبالتحديد الفقرة السابعة من المادة الثانية منه, وبما يفتح الباب أمام تطورات مقلقة يسلم الجميع بأنها لا تخدم غير اسرائيل ومشروعها واطماعها العدوانية التوسعية.

فالنخوة التي سقطت فجأة على البعض وبتحريض ودفع من قوة متسلطة اعتادت سياسة الضغوط والمصادرة والاملاء واستخدام هذا المحفل وغيره من مؤسسات الأمم المتحدة غطاء لتسويق وتمرير سياساتها المرفوضة, وتشريع حروبها ونزعمها الامبراطورية المفتوحة للسيطرة على العالم واعادة رسم خرائطه, تلك التي اعطيت في عهد ادارة بوش الحالية الزخم والدفع والتصعيد وكرست اسرائيل قوة عدوان واستلاب وحليفاً استراتيجياً مطلق اليدين في هذه المنطقة ,هذه النخوة هي ما يثير الاستهجان والاستغراب والأسى في آن ,على ما وصلت اليه الامور في الساحة الدولية من تعاط لا مسؤول مع قضايا الشعوب, وازدواجية في المعايير وتغييب لمفاهيم وقيم الحق والعدل, وطغيان لشريعة القوة والغاب على حساب المبادئ التي تحكم وتؤطر عمل ودور المنظمة الدولية وهيئاتها.‏

ويبقى السؤال: أين هذه الحمية والنخوة والغيرة الكاذبة لأولئك الذين يحاولون استخدام المجلس مطية ويتباكون اليوم في الغرب على الديمقراطية ويذرفون دموع التماسيح على سيادة واستقلال البلد الشقيق, ويبيحون لأنفسهم وبالقوة التي يملكون التدخل هنا وهناك بحجج وذرائع ساقطة من الحروب الاستباقية والاستباحية ,ومما تفعله اسرائيل في الموازاة وارتكبته وترتكبه حكومة الارهابي ارييل شارون من حماقات وذبح مجنون وابادة وتصفية عرقية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل, وما الذي منع اصحاب الرؤوس الحامية هذه في الماضي حين اجتاحت اسرائىل لبنان وغزت عاصمته بيروت ودمرت وقتلت وروعت في صبرا وشاتيلا ومدن وقرى الجنوب ثم في قانا وجنين ومدن ومخيمات الضفة وقطاع غزة المنكوبة. ويحول اليوم دون الانتصار لمصداقيتهم ولمصداقية الشعارات التي يدفعونها ويتلطون وراءها ان كان هناك من مصداقية لهم. وهم شهود اثبات ويؤثرون ان يبقوا شهود زور على جرائم اسرائىل المستمرة واعتداءاتها وانتهاكاتها اليومية لأجواء لبنان ومياهه الاقليمية وحرمة اراضيه واغراقها الارض الفلسطينية بالحرائق والدم والخراب,بانتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية وتحد صارخ للأمم المتحدة ومجلس الأمن. مازال يرفض بعناد واستقواء التخلي عن عقيدة العدوان والاحتلال والقتل المنظم للسلام?!‏

ولا ضير في التذكير هنا بأن هؤلاء الذين تدافعوا للتدويل, وزجوا بأنفسهم في مأزق التبعية والولاء لإسرائيل, وضغطوا الى جانب تمرير القرار متوخين استهداف لبنان الارض والوطن والشعب والوحدة الوطنية والتلاحم المصيري والعلاقة الاستراتيجية مع الشقيق والعمق القومي سورية واضعافه في المواجهة المصيرية القائمة مع الكيان الصهيوني قد شكلوا من خلال مواقفهم السلبية وادائهم في الكثير من الاحيان وتجاه العديد من الازمات, مظلة الدعم المادي والسياسي وحتى العسكري لعدوانية اسرائىل وحروبها في المنطقة, بما في ذلك الاجتياح الهمجي للأرض اللبنانية عام ,1982 وصل حد المشاركة في العمليات الحربية وتأمين الغطاء اللوجستي والدعم الناري براً وبحراً وجواً للقوات الصهيونية الغازية ولعبت ولا تزال سياساتهم المتواطئة والمتحيزة دور المحرض والمشجع لكل السياسات الاسرائيلية وتطاولها على القانون الدولي.‏

ومع التأكيد على ان القرار ذاك لا يقلل من واقع التمسك بمظلة الشرعية الدولية والمطالبة بوجوب اصلاح آلية الأمم المتحدة ومؤسساتها والتشديد على اهمية الاضطلاع بدورها ومسؤولياتها في الحفاظ على السلام العالمي وأن تتحرر من عدة التسلط والضغوط وتنأى بنفسها عن ان تكون اداة طيعة بيد اميركا واسرائيل وعصا لهما, فإن التحدي الجديد يفرض علينا كعرب معنيين فرادى ومنظومة في اطار الجامعة بأن نكون على قدر المسؤولية وفي مستوى المجابهة الكفيلة بتحصين الساحة القومية وعدم تركها مشرعة في وجه الاختراقات وامام استباحة المشروعين الاميركي والصهوني والتدخلات والاطماع الخارجية الأخرى.‏

 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30399
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30399
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية