تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 19 / 11/2004م
أحمد ضوا
في أقل من أسبوعين وبذريعة القضاء على الإرهابيين, وبسط الأمن تحضيرا للانتخابات,

حولت القوات الأميركية مدينة الفلوجة إلى منطقة مرعبة.الجثث بالمئات في الشوارع,والمنازل سويت بالأرض, وجرائم الحرب ترتكب بدم بارد وبوحشية تعبر عن (الحضارة)الأميركية بأكثر من وجه.‏

بنظر السفير الأميركي في العراق (نيغرو بونتي )لم تعد الفلوجة (ملاذا للإرهابيين) والحقيقة أنها لم تعد ملاذا لسكانها بعد الدمار الهائل والكبير الذي ألحقته بها القوات الأميركية, وعلى ما يبدو أن هذه القوات ترى أن تحويل المدن العراقية إلى مناطق مشابهة للفلوجة هو الطريق الأسلم للانتخابات والديمقراطية والحرية في العراق,ألم يطلب نيغرو بونتي من العراقيين الاتعاظ من درس الفلوجة!!.‏

الإدعاء الأميركي بالسيطرة على الفلوجة ليس هناك ما يؤكده على الأرض, فالمقاومة العراقية بأسلحتها البسيطة ما زالت تقاتل من منزل إلى آخر, والحقيقة أن القوات الأميركية دمرت الفلوجة ودفنت سكانها المدنيين في منازلهم ومساجدهم باتباعها سياسة الأرض المحروقة,واشتداد المعارك في مدن عراقية أخرى كالموصل والرمادي وبغداد وبيجي وتكريت وسامراء, هو بمثابة الرد العملي والسريع على التهديدات الأميركية للعراقيين بأخذ العبرة من الفلوجة.‏

سلطة الاحتلال أرادت باجتياح الفلوجة تحقيق تحول نوعي لمصلحتها في مواجهة المقاومة العراقية, وأن تدخل الرعب والخوف إليها, ولكنها هزمت في هذه المعركة حيث أضحت أمام فلوجات أخرى ومأزق سياسي يترافق مع مآزقها الأمنية مع إعلان العديد من القوى السياسية العراقية عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة أو الاعتراف بنتائجها.‏

الإصرار الأميركي على الاستمرار باحتلال العراق وتدميره يقابله اتساع للمستنقع الذي تغرق فيه القوات الأميركية يوما بعد آخر, ولو أن الولايات المتحدة تريد فعلا أن تهيىء الأجواء للانتخابات المقررة في كانون الثاني القادم لتصرفت خلافا لذلك بما يسهم في تهدئة الأوضاع وليس العمل على تصعيدها إلى درجة خطيرة.‏

إن الأجدر والأولى بالسفير الأميركي في العراق قبل أن يدعو العراقيين ويهددهم بدرس الفلوجة, أن ينشط ذاكرته قليلا, ويدعو بلاده لاستعادة الدرس الفيتنامي.فمن الغباء أن يعتقد الأميركيون أن استخدام سياسة الأرض المحروقة ضد المقاومة العراقية سيدفعها إلى الركوع والطاعة, فالشعب العراقي يدافع عن بلاده وحريته وكرامته, ولن تروعه جرائم الحرب التي ترتكبها القوات الأميركية في الفلوجة وغيرها, وليس أمام القوات الأميركية إلا مواجهة هذا الواقع أو الانسحاب والعودة إلى بلادها.‏

جرائم الفلوجة وصمة عار في التاريخ الأميركي,والشعب العراقي الذي أخذ على عاتقه تحرير بلاده من الاحتلال, لن تنال من عزيمته جرائم المارينز بل ستزيده أصرارا وصلابة على مواصلة المقاومة لدحر هذا الاحتلال.‏

ˆ‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30395
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30393
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30399
القراءات: 30390
القراءات: 30397
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30398
القراءات: 30392
القراءات: 30397
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30400
القراءات: 30397
القراءات: 30388
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30400
القراءات: 30398
القراءات: 30390
القراءات: 30396
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30392

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية