يصر الرئيس بوش على حق اميركا بضرب العراق رغم سقوط حجته حول اسلحة الدمار الشامل, وهو يطمئن الاميركيين بأن حرب بلادهم وضحاياهم لم تذهب سدى, ثم يتكهن بوجود (قدرة) عند العراق لبناء تلك الاسلحة, وبأنه سينقلها حتما الى الارهابيين الذين سوف يستهدفون بها اميركا بالتأكيد!!
ليس هذا كلام سياسة, ولاهو حتى سياسة كلام, فكلام السياسة يشترط مقدمات منطقية لنتائج منطقية مثلها, وإلا, فكم دولة في العالم تمتلك القدرة على انتاج او حيازة اسلحة الدمار الشامل, وكم من الحروب تحتاج اميركا الى خوضها كي توفر لنفسها الأمن المزعوم?.
إذاً فما توهمه الاميركيون ضارة في الحرب على العراق, جاء نافعة بالنسبة الى الرئيس بوش الذي قضى -كما قال- على نظام كان يمكن ان يمتلك وسائل تدمير, وكان يمكن ان ينقلها الى الارهابيين!.
واذا كان الامر على هذا النحو من التكهن والتنجيم, فإن لدينا خطوطاً عامة لسيناريو عام يوفر على الرئيس بوش كل تكهناته وحججه, يقول السيناريو: يمكن لأية دولة في العالم, من الصين الى ميكرونيزيا, ان تشهد انقلابا في نظامها السياسي فيتسلمه ديكتاتور, ويمكن لهذا الديكتاتور ان يسخر موارد بلاده كلها في بناء او شراء او تهريب سلاح للتدمير الشامل, ويمكن بعدها ان يقيم علاقات مع القاعدة او مع اي تنظيم آخر تراه اميركا ارهابيا, ثم يمكن تسريب ذلك السلاح الى هذا التنظيم, والذي بدوره يمكن ان يرسل عملاءه الى اميركا, الذين يمكن ان يتخيروا أهدافاً لهم فيها, ويمكن لهم حينذاك ان يقتلوا ويدمروا ويخربوا?
فإذا كان أي من هذا السيناريو ممكنا وفق الكلام السياسي الذي فاه به الرئيس بوش, فلماذا لاتعلن اميركا الحرب على العالم استباقاً لذاك الممكن وترتاح?.
وحتى لو اقتنع الرئيس بوش بأي من هذا السيناريو, فإنه لن يتردد في القول: ومع ذلك, كان لنا الحق في ضرب العراق!!.
أجل (عنزة ولو طارت)?.