تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 14/7/2004
أحمد حمادة
أسئلة كثيرة واستفسارات عديدة لا تزال تطرح نفسها بقوة في أعقاب قرار محكمة لاهاي بخصوص جدار الفصل العنصري في الأراضي العربية المحتلة, وفي طليعتها: كيف تتجاهل الولايات المتحدة الأميركية العدالة الدولية وتخالف القانون الدولي في الوقت الذي تدعو فيه الآخرين الى تطبيق معاييرها في العالم?

وكيف يمكن للعالم أن يصدق الشعارات البراقة التي تطرحها الادارة الأميركية لتغيير (الشرق الأوسط الكبير) ونشر العدالة والديمقراطية والحرية في ربوعه في الوقت الذي تدافع فيه عن انتهاك اسرائيل لقرار أعلى محكمة دولية في العالم?! ‏

بالتأكيد لن تجد هذه الشعارات آذاناً مصغية في العالم لأن العالم كله رحّب بانتصار محكمة لاهاي لمبادئ الحق والعدالة والقانون باستثناء واشنطن وتل أبيب اللتين رفضتا القرار ووقفتا ضده وتذرعتا زوراً وبهتاناً بعدم اختصاص المحكمة المذكورة للنظر في قضية الجدار العنصري في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة, فانطبق عليهما المثل القائل: فاقد الشيء لا يعطيه! ‏

ولعل المفارقة الصارخة في الموقفين الأميركي والاسرائيلي ان الطرفين لم يناقشا مبادئ القانون الدولي التي استندت إليها محكمة لاهاي في اصدار قرارها بل شرعا بالطعن بالقرار واعتباره سياسياً, وكيل التهم لقضاة المحكمة باعتبارهم منحازين للقضايا العربية. ‏

لقد فتحت محكمة العدل الدولية في لاهاي المجال امام الدول العربية من اجل تحويل هذا القرار من مجرد استشارة غير ملزمة الى نقطة انطلاق نحو العالم وخصوصاً نحو الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يجبر اسرائيل على هدم هذا الجدار وتعويض الفلسطينيين المتضررين منه, ودعوة حكومات العالم لمعاقبة هذه الأخيرة في حال رفضها الانصياع لقرارات الشرعية الدولية. ‏

ويبقى أن نقول: إن العدالة الدولية قد انتصرت فعلاً عبر اصدار محكمة لاهاي لهذا القرار الشجاع, لكن يبقى الأهم في تعامل العرب معه واستثماره وايجاد فرص النجاح التي تجعل العالم يضغط على إسرائيل لتنفيذه, وتنفيذ بقية القرارات الدولية التي تدوس عليها منذ أكثر من نصف قرن وحتى يومنا.‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30397
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30395
القراءات: 30379
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية