تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 14/7/2004
هيثم عدرة
التطور الهائل في وسائل الاتصال والتقنيات التي أحدثت قفزات نوعية هو اولا وأخيراً نتاج المبدع الذي كيف العلوم بتفرعاتها وفق احتياجاته, ويمكن القول إن لكل تقنية حضارية مظاهر سلبية إذا ما أسيء استخدامها, ولكن تبقى الايجابيات هي الأقوى وتعد الأساس والمعيار, فمثلا الكمبيوتر تقنية راقية وحضارية تختزن وتختزل وتعالج المعلومات بشكل سريع وفعال وتقدم الخدمات للجميع, وأضحى حاجة ضرورية لاقتنائه, ولكن عندما نتابع أشكال استخدامه من قبل البعض وتمضية الاوقات الطويلة على ألعاب يتابعها أطفالنا نصل الى نتيجة مفادها الابتعاد عن الغاية المتوخاة من ذلك, ومع الانتشار الواسع للاماكن التي يرتادها الشباب واليافعون للتمتع بتلك الالعاب التي طابعها البطولات الخارقة غير الموجودة بالواقع, وأفلام تركز على الجريمة والقتل أو أشياء بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا, وهذا الأمر يتزايد في فصل الصيف بعد انتهاء الدراسة فتصبح أوقات الفراغ كبيرة ما يجعل احتكاك فئات عمرية غير متجانسة مع بعضها في هذه الاماكن تشكل بداية انحراف من خلال صحبة السوء والتشجيع على التدخين, ما يتطلب توفر أشكال رقابية أقوى اضافة الى دور الأسرة الكبير بهذا الجانب كون الكمبيوتر أضحى موجوداً في أكثر المنازل وتمضي أفراد الأسرة عليه أوقاتاً طويلة لممارسة ألعاب لافائدة منها له انعكاسات نفسية وسلبية على الصعيد الاجتماعي اضافة الى ارهاق الأعصاب والجهاز البصري, في حين إن الكمبيوتر اذا استخدم بالشكل السليم يساهم في تكوين شخصية قوية قادرة على تنظيم حياتها وتوسع مداركها وآفاقها العلمية وتقوي رصيدها العلمي وتوسع دائرة المعلومات لديها من خلال الآفاق التي أوجدتها هذه التقنية.

المعلوماتية أضحت تشكل حالة نعيشها جميعاً وتقدم مختلف التسهيلات لبناء جيل قادر على استخدام الكمبيوتر, ولكن بأسلوب علمي وراقٍ يحفز على الابداع, ولابد من القول ان استخدام الانترنت أعطى كماً هائلاً من المعلومات وفي شتى فروع العلوم ما جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه للحصول على أي معلومة, ولكن حتى تكون الفائدة مرجوة من ذلك, علينا أن نهيئ أنفسنا للاستفادة منها, وهذا يتطلب تحصينا ومناعة للابتعاد عن الاستخدامات التي لها مفعول سلبي على المدى القريب والبعيد, وخاصة على الصعيد الاجتماعي, وتتلخص بإيجاد الوسائل الملائمة عبر التوعية والندوات, للشباب والمراهقين واليافعين لشرح السلبيات في حال الاستخدام الخاطئ, خاصة ان اكثرية شبابنا وجدت ضالتها نتيجة اوقات الفراغ لديها باللجوء الى اسلوب الدردشة, وهي ظاهرة طبيعية تساهم في تعزيز الصداقات أو تكوين صداقات جديدة, ولكن بتوجيه الطفل أو المراهق الى استخدام هذه التقنيات بالشكل الافضل. ‏

لابد من تضافر الجهود بغية الوصول لحالة مثلى من استخدام الانترنت والابتعاد عن المواقع التي تسيء الى عاداتنا وتقاليدنا, ولابد من ايجاد وسائل وضوابط رقابية على هذه الاماكن, وتحديد اوقات عملها, لكن يبقى الاهم من ذلك كله مسألة التوعية بدءاً من الاسرة الى التشريعات التي تحدد الشكل الافضل الذي يحقق الفائدة المرجوة من تقنية كهذه, وليس العكس.‏

 

 هيثم عدره
هيثم عدره

القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30380
القراءات: 30379
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30383
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30396

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية