تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 15/7/2004
علي نصر الله
في جردة سريعة لأهم الملفات السياسية والأمنية التي تشغل العالم ,تبدو السياسة الأميركية هي المحرك فيها مقابل حركة سياسية أوروبية دولية خجولة, وردود فعل هشة, يبرز للقاصي والداني مفارقات صارخة هي برسم عناية الأمم المتحدة والأسرة الدولية, بهدف تصحيحها ووضع الأمور في نصابها القانوني والطبيعي.

ومن أبرز هذه المفارقات التي تضر بالمناخ الدولي ,تمرير زيارة ومباحثات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في اسرائيل التي تمت مؤخرا, وتداولها في وسائل الإعلام العربية والدولية كخبر ثانوي في سلم الاهتمامات الإعلامية والسياسية, رغم الفشل الذي مني به البرادعي في إزاحة شيء من الغموض عن برامج اسرائيل النووية. ‏

بل أن الملفت في الأمر ذلك الصمت والتغطية الأميركية تجاه هذه المسألة في الوقت الذي تثير فيه كل ذلك الضجيج والضخ الإعلامي الصهيوني- الأميركي, المشكك حول برامج إيران النووية التي تستخدم لأغراض سلمية, وفي ذات الوقت الذي تجري فيه محادثات صعبة ومتعددة الأطراف مع كوريا الشمالية بغرض تفكيك برنامجها النووي. ‏

ومعلوم أن السكوت الدولي عن أسلحة وبرامج اسرائيل النووية المتطورة ماكان ليتم لولا التغطية الأميركية, والحماية التي توفرها لمنع فتح هذا الملف في مجلس الأمن الدولي ,وفي المؤسسات الدولية المختصة, وإذا كانت اسرائيل حسب استطلاعات الرأي الأوروبي تمثل مع أميركا أكبر تهديد للسلام العالمي, فلماذا يستمر الصمت الدولي على (النووي الإسرائيلي) والخجل الأممي في مواجهة سياسات الولايات المتحدة الداعمة للاحتلال والعدوان والقتل اليومي المتعمد للفلسطينيين, والتهديد المستمر للدول العربية والإسلامية?! ‏

واستطرادا يبدو من المنطقي إثارة التساؤل حول نتائج زيارة البرادعي لإسرائيل التي كانت محصلتها صفرا, مع اقتناعنا بأن هذه المحصلة ستبقى صفرا لطالما بقيت الإدارات الأميركية المتعاقبة متماهية في مواقفها مع اسرائيل, ومتبنية بالمطلق مخططات ومشاريع اسرائيل العدوانية, وهو الأمر الذي يضر بالمصداقية الدولية, إلا أن الأمر الأشد إيلاما وضررا بالمناخ الدولي ومصداقية الأمم المتحدة- ذلك الاصطفاف الأوروبي والدولي خلف مواقف الإدارة الأميركية, الداعمة لإسرائيل, وفي أحسن الأحوال المسايرة لتلك المواقف الجائرة. ‏

القتل وإرهاب الدولة المنظم والاحتلال بكل ما يتضمنه من ظلم وسرقة ونهب ومصادرة للحريات والثروات ,أصبح من الماضي في أربع جهات الأرض إلا في فلسطين والعراق, حيث الاحتلالين الإسرائيلي والأميركي وما ينطوي عليهما من آثار مدمرة لشعبي البلدين, ومن تهديد حقيقي هو الأخطر لأمن واستقرار المنطقة والعالم, وهنا تبرز المفارقة الأكثر إثارة للدهشة حيث يستمر صمت وعجز المجتمع الدولي عن القيام بما يلزم من خطوات تردع العدوان وتنهي الاحتلال. ‏

إن سياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه إسرائيل والقضايا العربية العادلة لايمكن فصلها عن السياسة العامة للولايات المتحدة التي تمثل استمرارا لاستراتيجية ثابتة, غير أن الإدارة الحالية تسجل في كل يوم مفارقة جديدة ووقائع تعد سابقة خطيرة, وليس أدل على ذلك من اعتبار مجرم الحرب شارون رجل سلام, ومن تجرئها على إلغاء قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيما يختص بالقدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين, ورفضها لقرار محكمة العدل الدولية بشأن الجدار العنصري, وأخيرا دعمها السياسي والعسكري غير المحدود لإسرائيل وتوفير الحماية لجرائمها وبرامج أسلحتها النووية!! ‏

 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30380
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30380
القراءات: 30395
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30384
القراءات: 30399
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30393
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30395
القراءات: 30394
القراءات: 30384

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية