ويمتنع سائقو التكسي أحياناً عن الدخول إلى وسط المدينة وإلى المناطق التي تشهد عرقلة مرورية خانقة خوفاً من البقاء لأوقات طويلة محاصرين بالازدحام وصعوبة الوصول إلى تلك المناطق!!
وأصبح سائق التكسي يختار الزبون المناسب له بعد السؤال عن الوجهة التي يقصدها, وعلى أساس ذلك يوافق أو يرفض نقل الراكب, وأحياناً يرفض التوقف بالمرة..
هذا الواقع المروري السيئ تعاني منه مدينة دمشق منذ سنوات بسبب غياب التخطيط المتكامل وعدم إدخال أي تطوير للواقع المروري باستثناء بعض التحسينات الطفيفة هنا وهناك, مثل وضع المسابر وتخطيط بعض الطرقات وهذه إجراءات قاصرة بالنسبة لواقع مروري مضى عليه سنوات دون تغيير وتسوده الفوضى والازدحام وضيق الشوارع والإشغالات, وذلك في مدينة يزداد عدد سكانها بشكل مضطرد ويعيش فيها نحو /5/ ملايين نسمة.
وحتى بعض الأنفاق والجسور التي أقيمت في بعض الساحات, رغم أهميتها, لم تكن كافية لحل مشكلة المرور في مدينة دمشق التي تدخلها ألوف السيارات والباصات والشاحنات والدراجات الآلية والعادية والحيوانات الخاصة بعمليات الجر.. وتحتاج إلى شبكة من الجسور والأنفاق وصولاً إلى المترو الذي ربما بقي حلماً بعيد المنال, وذلك لتتكامل فيما بينها وتسهل حركة المرور.
أما إقامة بعض الأنفاق والجسور في مناطق مختارة, فهذا لا يكفي, لأننا نكون بذلك قد نقلنا الأزمة من مكان إلى آخر, فمثلاً وصلة طريق المتحلق الجنوبي ابتداء من البانوراما في مدخل دمشق الشمالي ووصولاً إلى العقدة الخامسة على طريق المطار, هذه المسافة من الطريق فتحت أمام الشاحنات الكبيرة وسيارات الترانزيت وقوافل الكونفوي دون أن تكتمل أو تجهز, خاصة في منطقة الدباغات وساحة الكباس وتقاطعي كشكول وجرمانا.
وهذه التقاطعات تشهد حركة مرور كثيفة واختناقات مرورية يصعب معها عبور الطريق بالنسبة للمشاة وللسيارات, لأن هذه التقاطعات تفتقر إلى الجسور والأنفاق وإلى حلول مرورية صحيحة.
ويتسبب هذا الوضع بحوادث مرور يومية يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء!!
وبالإضافة إلى ازدياد عدد العربات والسيارات ومختلف الآليات التي تدخل إلى المدينة على مدار ال¯ 24 ساعة, فإن هناك استهتاراً بقانون السير ومخالفته وعدم الالتزام به من قبل السائقين, إضافة إلى عدم جاهزية الآليات فنياً وتغاضي رجال المرور أحياناً عن قمع المخالفات.. كلها أمور تتسبب بوقوع حوادث سير مؤسفة. فقد بلغ عدد حوادث المرور في عام 2003 /14547/ حادثاً, توفي جراء ذلك 1485 شخصاً وجرح 8885 شخصاً. وهذه النسبة من أعلى النسب في العالم, قياساً بعدد السكان!!
ونتمنى أن يساهم قانون السير والمركبات الجديد الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد في الحادي عشر من الشهر الجاري, أن يساهم في ردع المخالفات والتخفيف من حوادث المرور وأن يطبق هذا القانون بشكل صحيح, حتى تعم فائدته.
إضافة إلى اتخاذ إجراءات مرورية تواكب هذا القانون وتخفف الازدحام وفوضى المرور ليس في دمشق لوحدها بل في كافة المدن والمحافظات.