لكن الاكثر ادهاشاً, هو ما لم تقله عواصم العرب في اغلبيتها, رغم ان شارون لايحرض لاستقدام يهود منها, كما في المثال الذي ازعج فرنسا, بل يطرد عرباً إليها, ويقتل عرباً فيها, كما في كل الامثلة التي نعرفها, من يافا 1948 الى بيروت 1982 الى جنين 2004 !!
عجزت العرب ام تعاجزت ?
لم يعد ثمة فرق, ما دامت الأغلبية منهم قد تخلت عن آخر حصونها الدفاعية .. ان تكون ظاهرة صوتية فحسب, وهذا اضعف الايمان ?
لافرق, مادام الشلل هو المفردة الاكثر مطابقة, في توصيف حالة الوجود العربي الراهن, حالة الجغرافيا الهلامية التي تمور تحت وطأة انعدام الجاذبية لدى اهلها, تتمدد او تنحسر, تتشظى او تتكور, وفق ايقاع الآلة العسكرية الاميركية وجبروتها الثقافي العنيف, وحالة التاريخ وقد تأكسدت حوافه واهترأت, فاستوى فيه المقعر بالمحدب, وصار رماداً يذر في عيون مصيرنا والمستقبل, فلا نتبين اتجاها ولانعدم سراباً .
لافرق, اذا كان شارون عاجزاً عن ترحيل حفنة من المستوطنين من غزة, ليعطيهم ارضا في الضفة, وقادراً في الوقت ذاته على ترحيل العرب او تفخيخهم, لينسف بعضهم البعض الآخر داخل ضلوع الجسد الواحد ?
هل اعادنا شارون الى المربع الاول في الصراع, مربع البحث عن فصائل الوحدة, قبل الاتفاق على وحدة الفصائل, ام انها الدفعة الاولى من عربون التحالف الجديد بين الليكود والعمل, او لعلها الثمرة الاولى لمشروع شارون السياسي, وقد توهمنا طويلا انه غائب عن ائتلافاته ?
قبل ان ترفض فرنسا استقبال شارون, رفضت نيوزيلندة استقبال كاتساف رئيس الكيان, وما بينهما فعلت تركيا شيئاً شبيهاً بهذا او ذاك وهي تتحفز الى الاكثر, وقبل هذه وهذه وتلك, اجمعت الأغلبية الاوروبية ان اسرائيل هي التهديد الاكبر للأمن والسلام في العالم, وجاء قرار محكمة العدل الدولية لينفي عن الجدار العنصري اية مشروعية, وليقول : هذا حق عربي بيّن, فماذا قالت حذام العرب ?
قالت : بندقيتنا في صدرنا, توحيداً للفصائل او تفصيلاً لوحدتها !!
لافرق البتة ?!