إن موضوع السياحة تم الحديث عنه مراراً وتكراراً, ويمكن القول: إن السائح يريد قضاء إجازة مريحة من خلال الإقامة أو التنقل بأسعار معقولة, وليس بالضرورة كل سائح يرتاد المطاعم أو الفنادق ذات النجوم الخمس, بل يريد اختيار وضع قريب من الطبيعي. الفندق أو المطعم ليس بحد ذاته مطلب السائح, بل المعالم الأثرية أو الطبيعة الجبلية أو شاطىء البحر هو مقصد السائح, ولكن مستلزمات السياحة تتكامل مع بعضها لتعطي شكلاً حضارياً يجعل السياحة تأخذ طابع الصناعة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من خلال الاقتراب أكثر فأكثر من ذهنية السائح.
ماجعلنا نتحدث بهذا الإطار وضع السياحة الداخلية فهي شبه معدومة أو لنقل. لايوجد آلية واضحة تنظم هذا الشكل السياحي كما في الدول الأخرى, فلايوجد عوامل مشجعة خاصة بما يتناسب مع دخل الفرد, فبالمحصلة هو يستجم في بلده وليس في بلد آخر, فالأمر الطبيعي أن يكون قادرا على قضاء إجازة مع أفراد أسرته بضعة أيام.
ماذا فعلنا بهذا الإطار? لانريد أن نقول لاشيء, فأسعار الشاليهات تجعل الجميع يحجم عن التفكير بقضاء إجازة, وواقع السياحة الداخلية دون المستوى المطلوب والتي لو تم استثمارها بالشكل الأمثل لحققت أرباحاً معقولة لأصحاب الفنادق والمطاعم أو مكاتب السفر.
علينا أن نتخلص من عقدة النجوم ونتعامل مع السياحة الداخلية بشكل عملي وبشكل يلبي رغبة مختلف الشرائح وبالشكل اللائق.
أمر آخر أود التحدث عنه: هو ممارسات سلبية وضا رة رأيتها كما رآها غيري, فعلى امتداد شاطىء بانياس, وتحديداً على رصيف الكورنيش, الطاولات والمظلات تغطي المكان والخدمة موجودة ,وبأسعار منطقية للمشروبات الساخنة والباردة, لكن المستوى المطلوب للعمل السياحي غير متوفر! فقد لفت انتباهي تصرف من يقوم بإفراغ سلال القمامة الموجودة بجانب كل طاولة في كيس كبير يوحي لك بمراعاة أدق أمور النظافة, وفجأة يربط ذلك الكيس ويرميه في البحر والجميع ينظر إليه بدهشة وازدراء, ثم بدأت الكلمات تتصاعد هنا وهناك عن أثر ذلك على البيئة البحرية بشكل عام!!
ترى كم عدد أولئك الذين يتعاملون بهذه الطريقة السلبية ,وماهو الضرر الذي ستخلفه على المدى البعيد?!
تلك حالة تتبعها ممارسات كثيرة لسنا بصدد ذكرها الآن ولابد من التوعية لمن يعمل بالحقل السياحي ,حتى نصل إلى الشكل اللائق الذي يزيد أعداد السياح, وإحداث نهضة حقيقية بالقطاع السياحي بشكل عام.