في الملتقى الثاني فتح واحد من أبرز المؤسسين النار على الكتاب المشاركين جميعهم, وضرب كفاً بكف (كمن يستغفر ربه) معلناً براءته من النصوص التي قرئت ومؤكداً: (هذا كله... كله.. ليس ق.ق.ج), فما كان من أحد الكتاب إلا أن خطف الميكرفون ووقف صائحاً: (ماذا تريدون منا بالضبط..? تقولون إن الق.ق.ج هي كذا وكذا فنكتب ملتزمين بمواصفاتكم ومقاييسكم, ولكنكم سرعان ما تغيرون رأيكم وتقولون: لا ليس هكذا بل كذا وكذا.. صار لدينا يقين بأنكم أحدثتم هذا النوع من الكتابة فقط لإرضاء رغباتكم السادية في إدانتنا والأستذة علينا..)!!
اعتقد أن هذه الصيحة الغاضبة وبعد كل هذه السنوات التي مرت, لازالت سارية, بل ما زالت التعبير الأمثل عن القصة القصيرة جداً إنه مصطلح فضفاض عائم عصي على التحديد, وبالتالي فالكتابات التي تتراكم في ظله عاجزة عن التأسيس لجنس أدبي مستقل وقائم بذاته كما يرغب (الآباء المؤسسون).
ما فعله الملتقى حقيقة هو فتح الباب واسعاً أمام مئات المستسهلين للدخول إلى الساحة الثقافية المزدحمة بالمستسهلين أساساً.
اللغة, حسب شروط منظري ال¯ق.ق.ج, ليست مهمة ولا أصالة الفكرة ولا جدة الأسلوب وزاوية الرؤية, وبالطبع فالخيال مسألة ثانوية, المهم فقط أن يتقن المنتسب الجديد أمراً واحداً: أن يكتب شيئاً ما.. أي شيء شريطة أن يكون قصيراً.. وهي ميزة يمتلكها ثمانية ملايين شخص على الأقل في سورية!!
بالمناسبة هذا ما يريده المؤسسون بالضبط: حشد أكبر عدد ممكن من الأنصار, الشيء الذي يثير تساؤلاً مشروعاً.
هل ينوي هؤلاء حقاً التأسيس لجنس أدبي, أم أنهم يعدون للانخراط في انتخابات الإدارة المحلية القادمة..?!