فمثلما نسلط الضوء على الطلاب المتفوقين والرياضيين المتفوقين وغيرهم, لماذا لا نسلط الضوء على العاملين المجدين والمنتجين في مختلف دوائر ومؤسسات الدولة, ونقدم لهم ولو تحية حب وعرفان مقابل ما يقدمونه لنا من خدمة في ظروف قد تكون غير مثالية لإنجاز مثل هذه الأعمال.
هذه المقدمة الطويلة نسوقها كمدخل للوصول إلى أحد مواقع العمل في بلدنا, وهو نموذج للعمل الإيجابي الذي نعتبره مثالاً وليس حصراً, لكن المواقع التي لها تماس مباشر مع المواطن يمكن أن نلمس منها هذا الشيء أكثر من غيرها.
ومثالنا اليوم أولئك الجنود غير المجهولين في أحد أكثر المراكز احتكاكاً بالناس وبالعكس, فهم بادون للعيان ويعملون بجد وصبر وعناية, رغم ضغط العمل والازدحام الشديد, ورغم دقة عملهم وطبيعته الحساسة, ورغم ضيق المكان الذي لا يتناسب مع العدد الكبير للمراجعين هم لا يتذمرون ولا يتبرمون ولا يشتكون ويقومون بأداء عملهم على أحسن وجه وبكل كفاءة وسرعة في الإنجاز, يترافق ذلك مع معاملة حسنة وابتسامة هادئة والرد على الأسئلة والاستفسارات من قبل المراجعين وما أكثرهم هذه الأيام.. إنهم العاملون في فرع الهجرة والجوازات في مدينة دمشق - البرامكة - الذين يقدمون الخدمات للمواطن دون تلكؤ أو تأخير.. ويحق لنا أن نشير إلى العمل الكبير الذي يقومون به والحجم الكبير طيلة ساعات العمل ودون توقف, في حين أن هناك مواقع أخرى تشكو من التراخي وعدم الاستفادة من الوقت واستثماره بالشكل الصحيح.
ونرى أيضاً على مبدأ الثواب والعقاب أن يكافأ المجدون والمنتجون وتحفيزهم مادياً ومعنوياً بأساليب وطرق مختلفة, كأن يسموا أبطالاً للإنتاج مع مكافآت مادية تليق بهذه التسمية, أو أن يوفدوا بمهمات اطلاعية وترفيهية إلى الخارج تقديراً لعملهم واعترافاً بما يقدمونه للناس. وهذه مجرد اقتراحات يمكن الأخذ بها أو بغيرها.
يبقى أن نشير أخيراً إلى ضيق المكان بالنسبة للعدد الكبير للمراجعين والحاجة الماسة إلى إيجاد مكان أوسع يتيح للعاملين إنجاز أعمالهم براحة دون ضغط الازدحام الخانق.