ويقبل الأشقاء على سورية لما حباها الله به من روعة الجبال والوديان واعتدال المناخ وتقارب العادات واحترام السائح وأسرته.
وجاءت درجات الحرارة اللطيفة بل المائلة للبرودة ليلاً في قرى جبال الساحل وفي بلودان والزبداني لتضفي سحراً إضافياً على جمال التنوع البيئي المتميز في صلنفة وكسب مروراً بالكفارين وشواطئ طرطوس واللاذقية إلى غوطة دمشق وقاسيون, وشكلت المنشآت السياحية لوحة فنية تحولت لياليها إلى حفلات سمر أمتعت روادها.
واستبقت الجهات الرسمية الموسم السياحي بمجموعة من الإجراءات العملية طال بعضها تشديد الرقابة الصحية والتموينية على المطاعم والفنادق وتحسين الطرقات العامة وتأمين لوحات الدلالة وتوفير المعاملة الجيدة في المنافذ الحدودية.
ويسترعي الانتباه ما يقدمه عناصر شرطة المرور المتواجدين على مدار الساعة في شوارع المدن من عون ومساعدة للضيوف ومن يتجول بدمشق يلحظ التغاضي عن المخالفات المرورية البسيطة الصادرة عن الأشقاء والاكتفاء بلفت النظر وضبط المخالفات الخطرة حرصاً على حياة صاحب المركبة وممتلكاته.
وهنا تحضرني شكوى بقيت تتردد على ألسن الأشقاء حول جشع بعض السائقين ولكن التطبيق الحازم لقانون السير الجديد مع بداية هذا الشهر والذي حمل عقوبات مادية قاسية قلص التجاوزات خاصة لجهة عدم تشغيل عداد التعرفة بهدف تقاضي أجرة زائدة.
ولا يتوقف الحزم على قمع الشجع لدى بعض السائقين وإنما يطال كل من يسيئ للسياح ويشوه صورة سورية ورغم أن تلك التصرفات نادرة الحدوث فإن الجهات المعنية تحرص على إعادة الأمور إلى نصابها ورفع الغبن عن السائح ولو كان يتحمل قسطاً من الخلل.
وسورية التي بقيت على الدوام تفتح ذراعيها لاستقبال الأشقاء لن تألو جهداً لتوفير سبل الراحة والمتعة لكل من يقصد ربوعها ويحل ضيفاً على أهلها جاهدة كما عادتها رسم الابتسامة على وجه قاصديها.