بعد فترة قصيرة عاد المدير إلى مكتبه فحدثته الزميلة عن رغبتها بتسجيل ابنها في مدرسته, وطلبت ورقة قبول لأنه كان يدرس في مدرسة خاصة, وهو من المتفوقين...
نظر المدير إليها مليا ثم فاجأها بطلبه (دعيه يتمشى أمامنا).. دهشت زميلتنا من طبيعة الطلب ولكنها قالت في نفسها (لعل له مأربا تربويا لا ندركه ببساطة), فالتفتت إلى ابنها وطلبت منه أن يفعل ذلك, فبدت على وجه الطفل علامات الحيرة والارتباك, لكنه سارع للامتثال إلى الأمر, وراح يتمشى حتى وصل إلى الجدار المقابل, ثم عاد إلى جوار طاولة السيد المدير الذي التفت إلى الأم وقال لها بخفة دم زائدة (باينتو بايخ ما?!) مرفقا ذلك بابتسامة (ملائكية)... ويبدو أن الأم (كان فيها عقل وطار) كما يقولون ولاسيما أن المدير يطلب منها مثل هذه الشهادة بابنها ...!!
هل صادف أحدكم مثل هذا الامتحان التربوي المبتكر?!
إذا خطر لأحدكم أن يسأل لماذا أعرض مثل هذه الحادثة, على ما فيها من تصرف فردي, وماذا أريد منها?..
أجيب ببساطة...: إنني لا أريد أن أصل إلى أية استنتاجات, ولا أسعى لإلقاء حكم سمجة... إنني أروي لكم فحسب.. وضعوا بأنفسكم النهاية التي تريدون...!!