Attr
الأربعاء 18/8/2004
هيثم عدرة
أمور كثيرة تتوقف على لغة الأرقام باعتبارها الصورة الأقرب لمعرفة الواقع الحالي للانطلاق منها إلى رسم تصورات مستقبلية حول معطيات اقتصادية واجتماعية, ووضع الخطط وفق بيانات إحصائية دقيقة تحلل معدلات النمو السكاني وتعطي أرقاما دقيقة لمختلف الفئات العمرية, ومدى درجات التعليم الحاصلة عليها, عدد المساكن والتجمعات للوقوف على أسباب تمركزها في مكان وقلتها في مكان آخر, طبيعة هذه المساكن إن كانت مخالفة, ونعني من ناحية الشروط الصحية والبيئية أو النظامية وأماكن توضعها.
الذي جعلنا نتحدث بهذا الإطار هوالتحضيرات والاستعدادات التي يقوم بها المكتب المركزي للإحصاء لتنفيذ التعداد العام للمساكن والسكان والتعداد الزراعي, وحصر المنشآت اعتباراً من الرابع عشر لشهر أيلول القادم, وهذا العمل ليس بالسهولة التي نتصورها, فهو بحاجة إلى تعاون المواطن نفسه من خلال تقديم البيانات المطلوبة والصحيحة, لأن هذه المعلومات لها فائدة كبيرة على المدى القريب والبعيد للاعتماد عليها وتحليلها لتكون منسجمة مع الخطط المستقبلية وبرامج التنمية.
التطلع لحياة أفضل حق لجميع الأفراد وصولاً إلى المستوى اللائق من المعيشة, وهذا يقاس عادة بمستوى الدخل واستخدام الموارد المتاحة والإمكانيات من جهة وبين عدد السكان من جهة أخرى, وهذا يرتبط عبر معطيات إحصائية تحلل الواقع للوصول إلى برامج وخطط تلبي المستلزمات والحاجيات المتنامية لأفراد المجتمع والعمل على إدارة الموارد المتاحة لتأمين الحاجيات التي تتصاعد حسب الزيادة السكانية ولحظها ليكون لها طابع الاستدامة بشكل أو بآخر, وبكل الظروف المشاريع التي تقام سواء كانت ذات طابع اقتصادي أم خدمي أم مجمل أشكال الاستثمارات يفترض أن تلحظ الضغط السكاني والتزايد وتعمل على إيجاد حالة من التوازن بين الإمكانات الاقتصادية وحاجيات الأفراد وفق خطط مبرمجة تأخذ معدلات السكان بعين الاعتبار, كل ذلك يتوقف على دقة المعلومات المقدمة التي ستعالج فيما بعد.
إن غياب الوعي للمسألة السكانية والابتعاد عن رصدها وعدم إيجاد الحلول الناجعة للزيادات الحاصلة وتوفير الإمكانات لذلك يضعنا أمام مسائل في غاية الخطورة على المدى البعيد خاصة إن لم تأخذ بعين الاعتبارحالة الانسجام بين عدد السكان والموارد المتاحة وترشيد استخداماتها وتوظيفها في مشاريع حقيقية, وهذا يتطلب وعيا اجتماعيا لدى الأفراد في تقديم جميع البيانات المطلوبة والإجابة عن جميع الأسئلة في التعداد العام الذي سيجري للاستعانة بهذه البيانات وترجمتها إلى خطط تعود بالفائدة على الجميع.
| |
هيثم عدره
|
القراءات: 30385 |
|
القراءات: 30383 |
|
القراءات: 30385 |
|
القراءات: 30380 |
|
القراءات: 30378 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30395 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30384 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30392 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30389 |
|
القراءات: 30382 |
|
القراءات: 30388 |
|
القراءات: 30384 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30383 |
|
القراءات: 30387 |
|
القراءات: 30386 |
|
القراءات: 30390 |
|
القراءات: 30388 |
E - mail:
admin@thawra.com
|
الثورة
|
|
الموقف الرياضي
|
|
الجماهير
|
|
الوحدة
|
|
العروبة
|
|
الفداء
|
|
الفرات
|
|
مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية
|
| |