نقول: إن نتائج الاستفتاء, برهنت أن الديمقراطية المنتصرة, تقدم مثالاً ساطعاً, على أن مواجهة ما يحاك سراً وعلناً ضد الشعوب أمر ممكن.
فالليبرالية المتوحشة - كما وصفها شافيز - التي تجتاح العالم في القرن الحالي, لتأكل الأخضر واليابس, ليست قدراً محتوماً.
فنزويلا, ليست استثناء, بل تؤكد حقيقة جوهرية, وهي أن الشعوب تعرف مصالحها, وتعرف كيف تدافع عنها.
نتائج الاستفتاء في هذا البلد أبرزت حجم التأييد الواسع للنهج الوطني الذي يتبعه شافيز, فأكثر من 59.06% من المقترعين - حسب آخر النتائج - أصروا على بقاء رئيسهم, وهذا يعني أن الفنزويليين قرروا مواجهة الضغوط - مهما تكن - ما يؤدي إلى لجم تحركات المعارضة المتحالفة مع الخارج, ويسحب البساط من تحت أقدام واشنطن التي راهنت على فشل كراكاس للمضي قدماً في التعامل الديمقراطي حتى النهاية.
كما أن ما جرى في فنزويلا يقوي مواقع المدافعين عن حقوق أوطانهم في القارة الأميركية بدءاً بالبرازيل وانتهاء بالأرجنتين, ويضعف بالتالي, مراكز الحكومات التي تأتمر بالتعليمات الأميركية, خوفاً وطمعاً.
وأخيراً, يؤدي ما جرى في فنزويلا إلى زيادة عزلة السياسة العدوانية الأميركية وتفاقم أزمتها داخل الولايات المتحدة وخارجها, ويقدم لدول العالم فرصة جديدة ويعزز مواقفها المطالبة بإنهاء احتكار القطب الواحد, والعودة إلى الشرعية الدولية واحترام مؤسساتها.
والأمر المهم أيضاً تعزيز المشاركة العالمية في حل مسائل البشرية المعقدة, بعيداً عن التدخل في شؤون الدول المستقلة واحترام شعوبها وتطلعاتها لبناء حياة أفضل.