تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأحد 22/8/2004
خالد الأشهب
اخشى ان تكون مشكلتنا الاساسية في تعاملنا مع نظم الادارة والاقتصاد, هي اننا لانزال -وعلى نطاق واسع- نتخذ من فلسفة المقدمات والنتائج مقياسا وطريقة عمل, ولانزال نعول عليها كوسيلة لاكتشاف مواقع الخطأ والصواب, ويمكننا جميعا ان نتصور حجم الجهد العام, وايضا المال العام, المهدورين, عندما نكشف ان النتائج لم تأت بما وعدت به المقدمات, سواء فيما نخطط له او نعالجه من القضايا الملحة.

واذا كان التجريب - كمنهج فلسفي - هو احدى الوسائل العلمية المعترف بها لقياس الصحيح والخطأ, فذلك لايعني ان التجريب هو نوع من رهانات الطرة والنقش, فإما طرة وإما نقش ولاثالث بينهما, بل هو لقياس صحة المقدمات بعد تقريرها كافتراضات نظرية صحيحة وفق مناهج البحث والتفكير العلميين ! ‏

ان فلسفة كهذه يمكن استخدامها في مرحلة اعادة البناء, أي في مرحلة العودة الى )الصاج ), وليس في مرحلة التطوير والتحديث لما هو مبني وقائم, المرحلة التي ينبغي فيها الانتقال بالتفكير في قضايا التخطيط والمعالجة, من الحدود القصوى للمشخص الى الحدود الدنيا للمجرد وهذا اضعف الايمان, أي ان لدينا كماً نوعياً.من الانجاز والتجربة يسمح لنا بوضع الافتراضات النظرية الصحيحة في معالجة أية مشكلة معترضة, ولايبقى للتجريب في هذه الحال الا هامش اكتشاف المدى الاوسع للصحيح, وليس مفاضلته مع الخطأ بنسبة خمسين الى خمسين, وعلى طريقة الطرة والنقش? ‏

بالطبع, لسنا في مرحلة اعادة البناء, بل في مرحلة تطويره وتحديثه, أي في مرحلة متقدمة من الانتقال الى المجرد في خططنا وحساباتنا . ولأننا كذلك, فإننا في مرحلة البحث والدراسة والمعلومات, التي لابد منها في عملية التخطيط الاستراتيجي والمستقبلي, والتي لايمكن لها انتظار الكشف عن حقيقة النتائج, صائبة ام خائبة, لتقرير ان المقدمات كانت كذلك .. ‏

ثمة بنية تحتية علمية ومعلوماتية تهيىء الاسس النظرية لوضع الافتراضات او المقدمات قبل التجريب, ومثل هذه البنية تشكل اليوم, وفي جميع مجتمعات العالم المتحضرة, الشرط الاساس لأي تفكير اقتصادي واداري, بل وللمشكلات العارضة التي تنشأ في الواقع, لا بمعالجتها كنتائج واستطالات, بل بالعودة الى المقدمات التي تسببت بها وأدت إليها . ‏

والسؤال, هل لدينا مثل هذه البنية التحتية العلمية المعلوماتية, التي توفرها مراكز البحث والدراسات النزيهة والمحايدة, واذا كانت متوفرة وبأية نسبة, فما هو مدى صدقيتها من جهة, ومدى الأخذ برؤاها من جهة ثانية ?? ‏

 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 30267
القراءات: 30272
القراءات: 30261
القراءات: 30265
القراءات: 30266
القراءات: 30265
القراءات: 30278
القراءات: 30270
القراءات: 30264
القراءات: 30268
القراءات: 30261
القراءات: 30276
القراءات: 30261
القراءات: 30273
القراءات: 30269
القراءات: 30265
القراءات: 30257
القراءات: 30279
القراءات: 30273

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية