كارثة أمريكا في أبراج التجارة العالمية حقيقية, لكنها أساءت لمقترفيها الإرهابيين ولم تسيء لأمريكا.
الرعب الذي تواجهه أمريكا هو الذي تفعله بنفسها.
-أو لنقل الإدارة الأمريكية كما هو دارج- ..ذاك سيسيء كثيرا لأمريكا وللشعب الأمريكي. ولا يمكن أن يعالج إلا بسيطرة إرادة الخير في الضمير الحي للشعب الأمريكي.
حرب العراق قزمت أمريكا كثيرا.. وفي تفاصيل أيام الغزو للعراق كانت سلسلة الكوارث التي لا تبدأ ولا تنتهي بحقائق ظلمات »أبو غريب«.. واليوم ينشغل العالم باستطالات أخرى ل¯ »أبو غريب« استطالات خارجة عن كل ضمير.. أطباء أمريكيون -يا للحرج- يعطون الموافقات لتعذيب السجناء يفحصونهم ويقدمون للجلادين المواقع الأكثر إيلاما جسديا ونفسيا.. يزورون وثائق الوفاة.. بالمختصر يشاركون بالجريمة القذرة وهم الذين كانت تقدر لهم مهنتهم أن يكونوا رسل السلام والمساعدة وتخفيف الآلام..
عبر التاريخ.. عبر البلدان كان الطبيب صوتا آخر, يتذمر من الإساءة للتركيب الجسدي والنفسي للإنسان.. لأنه نذر حياته وجعل احترافه أن يحافظ على سلامة هذا التركيب. وكان لهم في الحروب كل الحروب, مواقف عملية لا تعبأ بإرادة السياسيين..
إلا في حروب العنصرية.. ثمة طبيب عنصري.. ثمة تأجيج للضمير العنصري.. تخرج الإنسان من إنسانيته فكيف لا تخرج الطبيب عن مهمته.. لكن الشعوب التي تعرضت لهستيريا القيادة العنصرية, استطاعت بفضل إرادة الخير والضمير لديها أن تنتصر على العنصرية. ولم تنتصر العنصرية على الشعوب, إلا بشكل مؤقت -فكانت الحرب بين العنصرية وشعوب البلدان التي خضعت لها.. وفي كل هذه الحروب ا نتصرت الشعوب..
هكذا انتصر الشعب الياباني العظيم..
هكذا انتصر الشعب الألماني النبيل..
هكذا انتصر الشعب الإيطالي المتحضر »إن كان يتذكر السيد بيرلو سكوني« وهكذا سينتصر الشعب الأمريكي الكفؤ للحضارة والبناء.
ومازالت تصريحات وتهديدات تعلن كراهيتهم للعالم وبمقتضى الكراهية تنفذ جرائم عنصرية تقترن باسمهم, لا ينفع معها إنكار البنتاغون أو رفض البيت الأبيض..?
إنهم منشغلون بشيء آخر.. فحيث الحديث يملأ الآفاق عن جرائم الأطباء في سجن أبو غريب بما تعنيه, يوجه وزير العدل الأمريكي اتهامات بالتآمر لغسل الأموال لدعم المقاومة الفلسطينية..
يا للخزي.. يا للعار يا أمريكا.. احرصوا على أطباء بلا حدود.. فذلك أفضل بكثير من أبراج تحميها حروب بلا حدود.