تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 20 /10/2004
أحمد حمادة
مايجري من عدوان إسرائيلي سافر ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة المحتل تحت سمع العالم وبصره دون أن يحرك أحد ساكنا لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ

هو حالة خطيرة وغير مسبوقة في العلاقات الدولية وفي الأعراف والتقاليد والأخلاق التي عرفتها البشرية خلال مسيرتها الطويلة .‏

والأخطر من هذه الحالة هو ذهاب بعض الأطراف الدولية إلى ترديد نغمة الإرهاب التي تعزف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل, والتي تعتبر الشعب العربي الفلسطيني إرهابيا تجب معاقبته وبالمقابل مكافأة الكيان الإسرائيلي عبر الحفاظ على أمنه المزعوم ,ودعمه بكل أنواع المساعدات المادية والمعنوية والدبلوماسية.‏

هاتان الحالتان الشاذتان في العلاقات الدولية , أي السكوت على العدوان من ناحية وقلب الحقائق من ناحية أخرى , تستدعي من المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم التحرك فوراً لتصحيح هذه المعادلة المقلوبة عبر التكاتف والعمل المتواصل لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها الفظيع على الفلسطينيين واحترامها الشرعية الدولية .‏

وتأتي دعوة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) لتأمين الحد الأدنى من الحماية للفلسطينيين وخصوصا حماية الأطفال وتلاميذ المدارس من القناصين الإسرائيليين, لتفتح المجال أمام منظمات العالم الإنسانية والقانونية لوقف هذا السيل الجارف من عمليات القتل والاغتيال والاستهداف المباشر للأطفال الصغار .‏

صحيح أن دعوة الوكالة جاءت بعد تعرض المدارس التابعة لها في قطاع غزة لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال, ما أسفر عن مقتل طفلة صغيرة وهي جالسة على مقاعد الدراسة, وإن الدعوة متأخرة إلا أنها تساهم بكل الأحوال في حث المنظمات الدولية على اتخاذ مواقف مشابهة نحو الضغط على المجتمع الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني, وقد كانت مواقف المنظمة العالمية لحقوق الإنسان التي وصفت ما يحدث في غزة بأنه انتهاك صارخ لكل أعراف الإنسان ومواثيقه وحقوقه لتزيد من مساحة التفاؤل بانتقال هذه المنظمات إلى مراحل ايجابية في طريقة تعاملها مع العدوان الإسرائيلي.‏

إن الأمر المثير للحزن أن قضية الشعب الفلسطيني لاتزال مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ ستة وخمسين عاما والتي أصدرت هيئاتها المختلفة مئات القرارات بشأنها من دون جدوى بسبب تسلط القوى العظمى على قرار المنظمة الدولية, وتسترها على الكيان الإسرائيلي ,ولهذا فإن الحاجة ماسة لكل المنظمات الإنسانية والحقوقية لمراجعة مواقفها تجاه قضية هذا الشعب المظلوم بحيث لاتتركها - رغم شرعيتها ووضوحها - فريسة لوأدها من قبل الكيان الإسرائيلي .‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30397
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30379
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية