فالابداع يتحقق في أي عمل أو دور يؤديه الانسان بإتقان ونجاح وقدرة على تجاوز المألوف وبالتأكيد ليس هذا متحققاً عند الجميع , فما أكثر الكتاب والشعراء والصحفيين ولكن هل هم كلهم مبدعون حقيقيون ?.. بالتأكيد لا .. تختلف ذرا و مسافات الابداع بينهم وبحسب الاختلاف الذي تشير اليه مقاييس ومعايير تكون المكانة .
اليوم تبدو ظاهرة الادعاء ادعاء التميز وقد استولت على تفكير بعض العاملين في مجال الكلمة , ثلاثة نماذج تأصلت عند من لم يقدموا شيئاً ,وليس لهم في مجال عملهم إلا الادعاء وإثارة الصخب , فها هو أحدهم يقدم نفسه على انه الصحفي الأول في سورية ولا منافس له , وبكل اعتزاز يعلن أنه لا يقرأ لأحد من زملائه , بل يسأل من الذي يقرأ له , وحتى مادته لا يعود اليها ثانية بعد نشرها ...
والانموذج الثاني :يريد ك ان تكون ظلاً له , تنقل أخباره وتتابع إبداعه المولود قسراً والمهيض الجناح والدفء والخيال وأن يكون هو وحده ولا أحد غيره من يكتب عنه على صفحات الجرائد والمجلات , ,ومع ذلك فهو لا يؤمن بل ولا يرى أن شيئاً من حقه قد تحقق ويقذف التهم كيفما اتفق .
والأنموذج الثالث : هو ذا الذي نما جناحاه في بيت احتضنه , وقدمه بل وسوقه على أنه الشاعر والأديب الذي لا يشق له غبار , ولو قلنا إنه قدمه كرغيف الخبز للآخرين, وحين أيقن هذا الأنموذج ان الجناحين قادران على الطيران بعيداً , لم ينتظر ولو لحظات قليلة لعله يرى ما في البيت فرَّ سريعاً وبعيداً , وليته اكتفى بذلك ضاقت عليه مساحةالوطن صار أكبر من الوطن , لم يعد الماء فراتاً عذباً سلسبيلاً , صار أجاجاً , والقمح مراً , البيت الذي احتضنه صار مجرد أطلال , لا أدري لماذا يصبح جلد الذات عنو اناً للادعاء المغرور , ولماذا لا يعرف هؤلاء مقدار وقيمة ما لديهم ألم يقل الشاعر العربي :أعلمه الرماية كل يوم فلما استد ساعده رماني ...
هو الوطن الذي أطلقكم كا لنخيل عن الأحقاد مرتفع بالطوب يرمى فيلقي أطيب الثمر ...