والمدروس والمتقن لمختلف أشكال الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياحية في سورية.
فقد خصصت هذه القناة بثها على مدار /24 ساعة/ للحديث عن هذه الجوانب بأسلوب عرض تشويقي توثيقي يخاطب المشاهد حسب ثقافته ويحفزه لزيارة سورية والاطلاع على مستوى ما تملكه من مقومات وعناصر نمو شامل لمختلف مناحي الحياة.
هذا البرنامج جاء خطوة مهمة في إطار عملية الترويج لسورية, وأعتقد أنه يمثل خطوة تستحق الاهتمام والشكر لأنها جاءت بمثابة أول لبنة في طريق طويلة بدأت الجهات المعنية تلمسها والعمل بموجبها لتحقيق الغايات والأهداف, وعدم الاكتفاء بشغل محطاتنا التلفزيونية بالترويج الداخلي والخارجي وذلك لزيادة مساحة المشاهدين وتنويع أساليب العرض فوزارة السياحة التي ترجمت توجهات الحكومة بدأت باستقبال عدد كبير من الإعلاميين الذين يمثلون محطات التلفزة العالمية والصحف والمجلات العربية والأجنبية المتخصصة منها بالسياحة أو غير المتخصصة في دعوة لزيارة سورية والاطلاع على ما لديها من مقومات قلما توفرت لغيرها, والوقوف عن كثب على أهم عناصر الجذب السياحي التي تملكها.
ولعلي مثل الكثيرين في بلدنا يأملون أن تحقق هذه الخطوة وغيرها من الخطوات المماثلة ما يمكن أن ندعوه بالخطاب الإعلامي الترويجي المدروس الذي يصل إلى الملايين في العالم, فيزيد لديهم فرص الاطلاع على سورية الجميلة في كل شيء, من أجل أن يحفزهم هذا الأمر لزيارتها, وبالتالي زيادة نسبة المجموعات السياحية التي تتعدد مقاصدها وتتنوع, حيث يجد السائح لدينا كل ما يتطلع إليه, الأمر الذي يدعونا إلى الاهتمام أكثر بكافة الأنماط السياحية وعدم التركيز على السياحة الثقافية وعلى غناها لدينا, لأن ثمة أنماطاً أخرى من شأنها استقطاب الكثير من السياح الراغبين في التمتع بالطقس السوري الذي يشمل دورة الفصول الأربعة وصولاً إلى عشاق الصحراء والبحر والسهل والجبل, وسياحة الترفيه, وسياحة الشباب والمؤتمرات والرياضات المختلفة, ولا ننكر أن مثل هذا الاهتمام يتطلب الكثير من الجهود الاستثنائية لأن نظرتنا إلى استثمار وتفعيل الأنماط السياحية المختلفة لا تزال قاصرة عن دول كثيرة سبقتنا في هذا المضمار, حتى أننا لا نعرف تحديداً كيف نستفيد مما لدينا من مقومات, وكيف نفعلها وكيف نستثمرها, وهذا برأيي أساس المشكلة, فالرغبات وحدها لا تكفي لتحقيق هذا الهدف, إذ تكفي الإشارة هنا إلى أن الأنماط المذكورة تمثل رافداً مهماً على الصعيد الاقتصادي ولها الكثير من العشاق في مختلف دول العالم, الذين يبحثون عن كل ما هو فريد ومختلف يشد انتباههم ويحقق لهم المعرفة والترفيه معاً.. ولا شيء هنا أهم من سياحة المهرجانات والتسوق. هذا النمط الغائب لدينا الذي لا يزال يستقطب الكثيرين من المجموعات السياحية وعشاق هذا النوع من مختلف الجنسيات.
إذاً.. ما قدمته القناة الفرنسية كان رائعاً ومميزاً, وهذا بدوره يدعونا إلى الاستفادة من مثل هذه الخبرات في إطار عملنا البرامجي والتلفزيوني, والاهتمام أكثر بالبرامج الترويجية المتخصصة, وزيادة أوقات وساعات البث التلفزيوني والفضائي المخصص لهذا الغرض, والاعتماد على الأكفاء من العناصر التي تتوفر لديها الثقافة والإبداع في قدرتها على حمل مثل هذه الرسالة..
وما نرجوه أن تشاهد الدنيا ماذا عندنا, وأن نتقن فن حمل هذه الرسائل التي ستلقى بالتأكيد اهتمام ملايين المتلقين.