والغرض الثاني, هو انكماش الحضور المعنوي لسورية في الوجدان العربي وفي اليوميات العربية.. كحملة تعتيم وما يرافق العتمة من إمكانية استفراد وضرب وربما خنق.
إذا كنا نوافق على عدم تسييس الإهمال, فإن العكس غير صحيح.. بمعنى أن الإقبال على الأعمال السورية لا يمكن أن يترك لفوضى الاحتمالات, بل يحتاج لصرامة القاعدة وحماية السياسة... فبغير قرار سياسي بحماية الانتاج الفني السوري, لن تستمر مسيرة الدراما السورية إلى صعود, بل ستخضع لأمزجة أصحاب ومديري المحطات ومبالغاتهم في التعبير عن الولاء لمركز القرار الخارجي.
حماية إنتاجنا الوطني يحتاج إلى تدخل مباشر من السلطات السياسية, كأن يصار للطلب من المحطات العربية أن تعرض الأعمال السورية بنسبة ثلاثين أو أربعين بالمئة من خارطة برامجها الرمضانية فنؤمن الحضور السوري معنويا واقتصاديا, دون التسويق المباشر لهذه الشركة أو تلك, إذ يظل الخيار للتلفزيونات في عرض الأفضل والأنسب لها.
شهر يفصلنا عن رمضان, وقد بدأت الأروقة والكواليس تردد صدى زيارات سرية لكن رسمية بهدف تسويق الانتاج الدرامي بالتخجيل أو بالتحميس, فالمهم إغراق الشاشات العربية بإنتاج محدد, فهل نتفرج على الطوفان أم نفرد أشرعتنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
<