تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 8 /10/2004
د.حيدر حيدر
قبيل غزو العراق, حاولت واشنطن ومعها لندن إيهام العرب أنها جادة في مساعيها لحل الصراع العربي-الإسرائيلي, مؤكدة دعمها لقيام دولة فلسطينية, وذهبت أبعد منذ ذلك, حين حددت عام 2005 موعدا لقيامها..

واليوم ماذا ستقول إدارة بوش للعرب عقب تصريحات إسرائيلية تؤكد, أن من ضمن أهداف اجتياح غزة منع قيام دولة فلسطينية?!‏

الوقائع على الأرض تبرهن أن حل الصراع العربي -الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية, وحتى ضمن المنظور الأميركي, غدا أثرا بعد عين, فالفيتو الذي يحمل الرقم ثلاثين ضد مشروع القرار العربي الداعي لإدانة إسرائيل ووقف عدوانها على غزة, يكفي كي يتيقن العالم قبل العرب أن الإدارة الأميركية لاتكتفي بغض النظر عن الإحتلال الإسرائيلي وجرائمه النكراء ضد الشعب الفلسطيني بل, تباركه وتشجعه- وهنا الطامة الكبرى- فهل تتوهم واشنطن إن بإمكانها كسب ود الشعوب وفي الوقت نفسه حرمانها من حقوقها في الحرية والاستقلال?!‏

ما يحدث في الضفة الغربية وغزة يلقى مزيدا من التنديد العالمي, فالقضية واضحة كالشمس, شعب تحت الاحتلال يدافع عن وجوده ويتشبث بأرضه ,وتدعمه في ذلك ليس فقط الشرعية الدولية وقوانينها, التي أصدرت عشرات القرارات ضد إسرائيل, وطبعا لم تنفذ تل أبيب بندا واحدا منها, والأنكى من ذلك أنها ترفضها جملة وتفصيلا, بل تدعمه أيضا نواميس البشرية التي ترفض العبودية والاستغلال ,وتؤكد حق الإنسان في العيش بحرية وكرامة.‏

المسألة بوضوح أكبر, أن الولايات المتحدة بدعمها العدوانية الإسرائيلية تصب الزيت على النار وبالتالي تؤجج مشاعر الكراهية ضدها, وهي التي تخصص أموالا طائلة وتجند الباحثين لمعرفة لماذا يكرهوننا?‏

وماهي السبل المثلى لتحسين صورة أميركا المتردية.‏

والحل, يكمن في تغيير السياسات الأميركية الحالية التي تتخبط في المسائل الخارجية والداخلية على حد سواء.‏

فالعالم يتوجس خيفة من النهج الحالي لإدارة بوش, أما الأميركيون فيعيشون قلقا يتعاظم, فالحرب المعلنة ضد الإرهاب ضلت طريقها وتحولت إلى حروب عدوانية ضد الشعوب, وأفغانستان والعراق خير مثال.‏

أما في أميركا نفسها فالاقتصاد يتراجع والمديونية تكبر والضمانات الاجتماعية تتراجع.‏

فهل من بقية حكمة تعيد رسم مبادىء جديدة على نمط مبادىء ويلسون, والتي من بنودها حق الشعوب في تقرير مصيرها.‏

أم أن السنوات القادمة ستشهد مزيدا من الفوضى والقتل والدمار.‏

العالم على كف عفريت, وهو يحتاج فعلا إلى رؤية جديدة تنقذه من الشر المتمثل في العدوان والحرب والاحتلال.‏

 

  د .حيدر حيدر
د .حيدر حيدر

القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30391
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية