تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 14 /10/2004
محمد خير الجمالي
لم يشف غلّ الإرهابي أرئيل شارون كل الجرائم المقززة التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

واتخذت شكل حرب الإبادة المنظمة بصور القتل الجماعي للفلسطينيين والتدمير الممنهج لبيوتهم وفرض الحصار الجائر على مناطق تجمعاتهم في جباليا وخان يونس وسائر الأحياء والمخيمات. والملاحظ على شارون أنه كلما أضاف لسجله الدموي سلسلة جديدة من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في غزة, يعطي أمراًجديداً, لقواته المحتلة هناك بمواصلة عدوانها دون رحمة, وذلك بالرغم من تواصل الإدانة الدولية لسياسته الدموية,وبالرغم من احتراف القادة العسكريين الإسرائيليين بأن ما يسمى بالأهداف المحددة للعملية قد تحققت, بعد استشهاد العشرات وتشريد الآلاف من بيوتهم وقتل العديد من الأطفال الأبرياء. والاستنتاج الذي يستخلص من تصميم شارون على مواصلة نهجه العدواني والانتقال به من منطقة إلى أخرى داخل قطاع غزة وسواه,هو أن شهوة القتل تشكل أساس التكوين النفسي لشخصية شارون والنزعة التي تتحكم بسياساته وكل مواقفه من الشعب الفلسطيني والعرب عموماً. وفي محاولة معرفة أسباب تأصّل هذه الشهوة في شخصية هذا الإرهابي الذي لايجيد لغة لمخاطبة الآخرين سوى لغة القوة والتهديد والعدوان المكشوف,نجدها تجتمع في طبيعة الفكر العنصري الحاقد الذي نشأ عليه وجسده سلوكاً يومياً في العديد من الجرائم البشعة التي كان من أشهرها مجزرة دفن الأسرى المصريين أحياء في سيناء إثر عدوان حزيران ,1967 ومجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 في لبنان وقبلها مجازر كثيرة ارتكبها منذ العام 1953 ليصبح بنتيجتها صاحب أطول سجل تاريخي بالمجازر ومجرم حرب بامتياز. لكن شارون رغم تعطشه الدائم للدم الفلسطيني والعربي, ما كان له أن ينزع جهاراً إلى تجسيد ساديته الدموية هذه لولا الضوء الأخضر الثابت الذي يتلقاه من أميركا بدعمها لسياسته ومباركتها لها تحت ذريعة ما اعتاد المسؤولون الأميركيون تسميته بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس, وتحت ستار الوصف الكاذب لشارون بأنه رجل سلام. وحين يشعر هؤلاء المسؤولون بشيء من الحرج أمام تزايد السخط الدولي من هذه السياسة, فإن أقصى ما يفعلونه لامتصاص النقمة العربية والدولية هو الإعراب عن الأمل بإنهاء العمليات العسكرية الاسرائيلية في المنطقة المستهدفة بسرعة على نحو ما صرح به مؤخراً كولن باول وزير الخارجية, ليفهم من ذلك بأن أميركا موافقة على العدوان وجرائمه لكنها ترغب السرعة في إنجاز الأهداف..?! وهذا ما يفسر الفيتو الأميركي الجاهز دوماً ضد أي مشروع عربي أو دولي يهدف إلى وقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه, ليبقى أمام العرب والعالم خيار واحد هو التحرك باتجاه مقاطعة إسرائىل دولياً, ونقل قضية العدوان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن في أخذ دوره, ورفع دعوى جزائية أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة شارون وكل من شارك في جرائمه ووفر الدعم والأسباب المادية له كمجرمي حرب.‏

 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 30384
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30382
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30387

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية