بهذه العبارة, ذات الدلالة, رد المرشح الديمقراطي جون كيري على سؤال في المناظرة الثانية مع الرئيس جورج بوش.
أما في المناظرة الأخيرة فأكد أن غزو العراق جعل أميركا أكثر عرضة للخطر وليس أكثر أمناً.
الأميركيون يعانون من صدمة أخلاقية مروعة, فرئيسهم مصمم أن يتابع العزف على وتر الخوف وإثارة الرعب في صفوف الرأي العام ليحظى بولاية رئاسية ثانية, لكن الهروب إلى الأمام لا يعوض فقدان الثقة الذي يجتاح الرأي العام الأميركي جراء الأضاليل التي سوقت لتبرير الحرب واحتلال العراق. وآخر الاستطلاعات تشير إلى ما ذهبنا إليه.
(سي إن إن) كشفت في استطلاع للرأي ليل الأربعاء - الخميس تقدم كيري الذي أصبح يلقى تأييد 52% من الأميركيين مقابل 39% لبوش. وحسب استطلاع ل- (اي بي سي) فإن المرشح الديمقراطي يتقدم نظيره الجمهوري أيضاً.
التقارير المتعاقبة برهنت خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل, والمسؤولون الأميركيون أنفسهم أكدوا عدم وجود علاقة بين النظام العراقي السابق والقاعدة.
وماذا بعد وإلى أين نسير وهل نحن أكثر أمناً بعد شن الحرب?!
أسئلة عديدة يطرحها الأميركيون على إدارتهم, ولا جواب يعيد الطمأنينة إلى نفوسهم.
رسالة ال¯ 650 خبيراً في السياسة الخارجية والأمن من الولايات المتحدة, التي وجهوها إلى بوش تطالب بتغيير عاجل في السياسات الخارجية والأمن القومي الأميركي.
فالحرب (حولت الأنظار عن بحث قضايا الأمن الخارجي والداخلي, واستبدلت بالحقائق التكهنات والتفكير العملي بالمبالغات, والمصلحة القومية بالتأويل الأخلاقي الخاطئ).
إنه السقوط الأخلاقي المريع, وبحسب البروفيسور ريتشارد صموئيل - أحد الموقعين على الرسالة - فإن الإدارة الحالية سقطت في هوة عميقة يجب وقف الحفر بداخلها. فهل من مخرج من هذا النفق اللاأخلاقي المظلم?!
نعم, فبالعودة إلى الشرعية الدولية واحترام قوانينها ومبادئها وتطبيقها على الجميع دون استثناء, تكمن بداية الطريق لرفع الظلم الذي حاق بالشعب العراقي جراء الغزو, وبالعودة إلى التعاون الدولي لكشف المخاطر التي تهدد البشرية ومن ضمنها الإرهاب, يمكن حل أعقد المعضلات, العدالة المفقودة تستصرخ لكي تجد من يغيثها, ويرعاها بدءاً من الشرق الأوسط الذي يعاني من الاحتلال والعدوان وانتهاء بالولايات المتحدة المصدوم شعبها أخلاقياً جراء الأضاليل التي ترافق الحرب المتواصلة على العراق.