تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 8/9/2004
هيثم عدرة
الاهتمام بالجانب التربوي والارتقاء به مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة ولكل منهما دوره لنصل بالنتيجة إلى الغاية المطلوبة, وهي طالب مجتهد يستوعب مقرراته الدرسية, وهذا يعني بالمحصلة تقديم فرد للمجتمع يكون قادراً على العطاء في المكان الذي يتواجد فيه.

إن عمل وزارة التربية من خلال بحثها الدائم عن الصيغ التربوية المثلى والتي تتناسب مع بيئتنا ومجتمعنا, إضافة إلى تطوير المناهج وتعديلها بصورة مستمرة لتتماشى مع التطورات الحاصلة في شتى المجالات هي مسألة ليست بالسهولة التي نتصورها, فهي بحاجة إلى جهد مكثف من قبل الباحثين والاختصاصيين لإيجاد طرق تدريسية تكون قادرة على إيصال المعلومة للطالب بالشكل الأقرب إلى مداركه وإمكانياته وقدراته الذهنية.‏

ما جعلنا نتحدث بهذا الإطار هو بدء العام الدراسي, حيث يفترض أنه تم توفير الأساسيات في جميع المدارس, وعلى رأسها الكادر التدريسي الكامل لجميع المدارس ولمختلف المراحل وهذا هو الجانب الأهم, وتأكيدنا على ذلك لا يعني أننا نشكك بالجهود المبذولة, ولكننا نتحدث بهذا الإطار لأن المعاناة في نقص المدرسين ربما تظهر أكثر في المدارس البعيدة والتي يتأفف البعض من الذهاب إليها.‏

إن غياب المدرس خصوصا في الفترة الأولى من العام الدراسي تظهر سلبياتها, وتؤثر على الطلاب فيما بعد وخصوصاً المتقدمين للشهادات بسبب صعوبة إنهاء المنهاج في الوقت المحدد.‏

الاهتمام بالجانب التربوي والارتقاء بمستوى التعليم مسؤولية جماعية من خلال توفير مستلزمات ذلك من قبل الجهات المعنية ومتابعة الأسرة لدراسة أبنائها, والتواصل مع المدرسة من جهة أخرى, ولكل منهما دوره لنصل بالنتيجة إلى الغاية المطلوبة.‏

يمكن القول: إن العملية التربوية وطبيعة تعديل المناهج عملية مستمرة وتبتعد عن الجمود, فهي تتميز بالبحث الدائم لتأمين الأجواء المناسبة للوصول إلى ذلك عبر تأمين الكادر التدريسي القادر, ولا بد من اعتماد الإحصائيات حول طبيعة الطلاب وتمايز قدراتهم بين مدينة وأخرى, ودراسة الأسباب على أرضية السنوات السابقة التي كانت وراء تدني المستويات, أو الضعف في بعض المواد, هل البعد عن مركز المدينة يلعب دوراً في تدني مستوى الطالب بسبب عدم الحماس من جانب المعلمين للذهاب إليها, وما تأثير ذلك على معلومات الطالب في المرحلة اللاحقة, ومدى تأثير حصص الفراغ على تشكيل سلوكيات خاطئة عند الطلاب من خلال انشغالهم باللعب أو العراك فيما بينهم خصوصاً في الفترة الأولى من افتتاح المدارس.‏

إن نقص المدرسين وخصوصاً في المناطق البعيدة والريفية في بداية العام الدراسي يسبب للطالب ضعفاً مؤكداً في المادة التي لا يتوفر لها مدرس, وهذا ما نتمنى أن يتم تداركه منذ الآن, إضافة إلى أن مديريات التربية معنية ومطلوب منها أن تقوّم العام الدراسي الماضي في المناطق والبلدان التابعة لها من خلال تحليل الصعوبات وتحديدها وأسباب تدني مستوى الطلاب في بعض المدارس وإنهاء جميع المشكلات التي تؤثر على الدراسة إن كانت في مرحلة التعليم الأساسي أو الثانوي وتدارك جميع السلبيات في العام التالي.‏

بكل الظروف, نتمنى أن تكون الاستعدادات الدراسية من خلال تأمين الكادر التدريسي وخصوصاً في الأرياف قد استكملت, لينعكس ذلك بشكل إيجابي على الطلاب لتحقيق مستويات أفضل هذا العام.‏

 

 هيثم عدره
هيثم عدره

القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30380
القراءات: 30379
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30382
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30383
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30383
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30395

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية