يطلب المدير (الذي يلعب دوره ياسر العظمة بالطبع) فجأة من السكرتيرة ان تحضر له (كأساً من شراب همار) وفي محاولة من الكاميرا للاحاطة بهذا الموقف الدرامي المتوتر فهي ترصد شعارا لشركة الموبايل الاولى على يمين مكتب المدير , واخر لشركة الموبايل الثانية وضع على يساره . يفتح مشهد اخر على شاحنة صغيرة تسير الهوينى باتجاه الكاميرا الى ان تلتصق بها وتسد ا لشاشة بالكامل ولا تتزحزح الشاحنة الا بعد ان يتم التأكد من ان اكثرنا غفلة وقلة انتباه قد التقط الماركة المسجلة على واجهتها : (بن الحمصي) والغريب ان ياسر العظمة لم يكن سائق هذه الشاحنة او مختبئا في صندوقها كما كنا نتوقع بل ان الشاحنة برمتها تبين ان لا علاقة لها بموضوع المشهد والذي يتضمن بالطبع نقدا لاذعا للقيم الاستهلاكية والاستخفاف بعقول الناس.!
مشهد ثالث كان يتناول مذيعا على احدى الفضائىات في محاولة للسخرية من البرامج المسخرة لترويج السلع وحسب, ولكن يا للمفارقة فقد كان المذيع محاطا بكم هائل من اللافتات التي تعلن عن مختلف السلع (معكرونة, دهانات , موبايل, مسحوق غسيل..)
والواقع ان جميع مشاهد عشنا وشفنا ا ما ان تفتتح بكيس بن او تختتم بعلبة لمسحوق غسيل حتى ان حركة الكاميرا باتت خاضعة بالمطلق ليس لاعتبارات فنية بل لتموضع السلع المراد الاعلان عنها داخل الكادر .
بالطبع يحق لياسر العظمة ان يحول مراياه الى برنامج اعلاني يخدم المنتجات الوطنية ولكن ثمة مشكلتان ,الاولى هي انه لم يخبرنا بذلك صراحة مما جعلنا ضحايا لمحاولة استغفال واضحة
المشكلة الثانية تتجسد في التناقض الذي بات يحكم مسلسله فهو من جهة يسخر من المنتجات المحلية ويستخف بها ويوجه نقدا لاذعا للاحتفاء الاعلاني بها ولكنه من جهة ثانية يقوم بشكل مباشر( ربما لا يزال العظمة يعتقد انه غير مباشر) بالاعلان عن المنتجات نفسها مما يجعلنا مشوشين ازاء فحوى رسالته وما اذا كان علينا ان نصدق سخريته ام ترويجه ?