وجد الرئيس الكوبي فيديل كاسترو تفسيرا لسقوطه أرضا بعد إلقاء كلمة في مدينة سانتا كلارا, لكنه اعترف بأن حركته الخاطئة التي تعارضت وقانون الجاذبية كانت وراء سقوطه وتحطم بعض عظامه.
وفي أجواء السباق الانتخابي الأميركي المحموم, اعترف الرئىس بوش ضمنا أول أمس بإمكانية هزيمته(سقوطه), لكنه لم يعترف بأن حركاته الخاطئة ستكون وراء سقوطه إن حدث, ولم يعترف كذلك بأي قانون طبيعي مثل قانون الجاذبية, يمكن أن يساهم في سقوطه كما فعل قانون نيوتن مع الرئيس كاسترو وحركته الخاطئة.
هذا هو الفارق بين الرجلين, كاسترو يعترف بالقانون الطبيعي وبخطأ الحركة التي تتعارض معه, فيما بوش ينسف هذا القانون وصواب التعارض معه, بل ويطلب من العالم أن يتبعه في هذه الحركة الخطأ.
ومن عديد الحركات الخاطئة التي أقدمت عليها إدارة الرئىس بوش وفريق المتطرفين العاملين فيها, نذكر في المقدمة منها حرب أميركا المستمرة على العراق والتي تحصد يوميا مئات العراقيين,جلّهم من النساء والأطفال تحت عنوان تحرير العراق باحتلاله,وهذا يتعارض مع قانون طبيعي يقول باستحالة الجمع بين الحرية والاحتلال. ونذكر كذلك مفهوم الحرب الاستباقية وتطبيقاته العسكرية والسياسية وحتى الاقتصادية, ذلك المفهوم الذي أدانته حاضرة الفاتيكان أمس لأنه يتعارض مع القانون الأخلاقي الطبيعي,والذي يصر الرئىس بوش وإدارته على اعتباره الضمانة لأمن أميركا والأميركيين على حساب أمن الآخرين واستقرارهم.
غير أن الحركة الأكثر خطأ في سياسة إدارة الرئيس بوش ومشاريعها هي قطع الوعود الانتخابية أمام الناخبين الأميركيين, بأن أميركا في ظل ولاية جديدة للرئيس بوش, سوف تواصل حربها على العالم من خلف ستارة الإرهاب وأضاليله, وبأنها ستواصل ضرب الآخرين وتحطيمهم لمجرد الشك بهم.
السباق الانتخابي الأميركي يتواصل وسيحسم في غضون الأيام القليلة المقبلة, سواء كان القادم الجديد في البيت الأبيض هو بوش أم كيري, فإن ما رشح ويرشح عن المرشحين وحملاتهم ومناظراتهم لا يشير إلى إمكانية أن تعود أميركا عن التصادم مع القوانين الطبيعية واشتراطاتها, بل يشير فقط إلى إمكانية أن تستبدل الإدارة الأميركية القادمة مع بوش أو مع كيري طريقتها في إدارة الحركات الخطأ وفي تخفيف أو تقسيط حدة التصادم مع قوانين الطبيعة ليس إلا!!
ترى,متى تتوقف أميركا عن العبث بقوانين الطبيعة??