انما ان يمتلك رؤية يستطيع ان يبثها من خلال الصورة والكلمة هذه الرؤية هي التي تحدد العمق الفكري لاي عمل فني وهذه الرؤية تحدد ايضا الشكل الفني للعمل .
لااريد ان اميز هنا بين كاتب وممثل وتقني اذ لكل منهم دور محدد يفترض ان يرسمه المخرج الذي كلما ازدادت ثقافته واتسع افقه منح العمل ابعادا اضافية قد لا تكون كلها موجودة في النص الاساسي .
اعرف ان كثيرين سيبذلون جهودا مضاعفة لنسقط بعض ا لاخطاء التي ربما توجد في الاعمال السورية هذا العام لكن علينا اضافة الى ذلك ان نرى المستوى الذي يقدمه هؤلاء المخرجون ايضا ليس بالمقارنة مع بعضهم انما بالمقارنة مع ما يقدمه المخرجون العرب جميعا ايضا.
منذ انطلاقة الدراما السورية اعطى بعضهم ميزة لهذه الدراما هي خروجها من الاستديو الذي فسرناه على انه ضرورة بسبب غياب الاستديوهات لكن هذا الخروج اليوم لم يعد بسبب الضرورة فقط انما لاسباب فنية تحتاجها بنية المسلسلات السورية وبات المخرج السوري يقدم افاقا جديدة في هذا العمل مبنية على وجوده في الطبيعة. الصورة التلفزيونية للمخرج السوري اليوم يستطيع اي متابع ان يدرك مدى الجهد المبذول في كل لقطة اذ تبدو العناية بالتفاصيل تكاد تصل الى اللقطة السينمائية.
المهم ان هذا الاجتهاد الواضح يظهر على الشاشة ويظهر تجويد المخرج السوري في تفاصيل كثيرة تؤكد كلها ان هذا المخرج لا يركن الى الاستسهال بل الى الجد والمثابرة وهكذا اجتهاد سيوصل الى نتائج فنية افضل باستمرار والشواهد من اعمال هذا العام التي نتابعها في رمضان كثيرة .
هل اكتفي بالمديح طبعا لا , لكن لا بأس من المديح حين يستحقه اصحابه !