فخلال الأسبوع الأول من رمضان على سبيل المثال, نظمت 852 دورية رقابية تموينية نحو ألف ضبط شمل مخالفات متعددة من الأسعار إلى المواصفات.. وكلها تنضوي تحت كلمة واحدة هي الغش.
ولفت نظري خبر متابعة جمعية حماية المستهلك في دمشق لشحنة الدجاج المجمد المرفوضة وذات مصدر برازيلي والتي سجلت مخالفات لعمليات التخزين والتبريد أثناء فترة النقل وربما توجهت هذه الشحنة إلى مكان آخر غير سورية لتفريغ شحنتها المخالفة للمواصفات -المهم أن هذه الجمعية استطاعت أن توقف هذه الشحنة قبل أن تتسلل إلى أسواقنا لتزيد الطين بلة.
وهنا أريد أن اشير إلى أهمية تنشيط جمعيات حماية المستهلك والتي تنتشر في جميع أنحاء العالم وتعمل على تصحيح العلاقة بين المنتج والتاجر والمستهلك وعلى توليد الثقة والوضوح في التعامل.. ويمتد نشاط الجمعيات إلى جميع السلع والخدمات حتى نشاط التجارة الالكترونية, ومن أولى مهامها توفير المعلومات الصحيحة للمستهلك والتي تكون هي الأساس الذي يرتكز عليه اتخاذ قرار الشراء.
وتحرص هذه الجمعيات على الحياد التام دون التأثر بأي إغراءات مادية أو إعلانية وتعتمد في تمويلها على اشتراكات الأعضاء وإيرادات مجلة شهرية وعلى التبرعات التي تحدد بمبالغ معينة, ولا تقبل الهدايا وتقوم بفحص كل المواد وتهتم بصفة خاصة بمحدودي وليس بممدودي الدخل.
إن جمعية حماية المستهلك عندنا ناشئة بدأت تأخذ دورها في تطبيع العلاقة المتوترة بين المنتج والمستهلك, وفي تنمية الرقابة الذاتية عند المستهلك على السوق وجودة المنتج والأسعار, وكلها عوامل تصوب العلاقة المشحونة بين الأطراف المعنية وترفع عبئا عن كاهل الدولة في المراقبة.