ومع جدوى هذا المحور , وأهمية الأسماء المشاركة فيه , فإن مثل هذه الندوات , وما يمكن أن يطرح فيها من عناوين وآراء , تظل قاصرة عن فعل ما يمكن أن يجعل من الأدب العربي أدباً كونياً , إن لم تتبعه مجموعة من الإجراءات التي تكفل وصوله إلى الآخرين , وهذا يتطلب جهداً نوعياً , تتضافر فيه المؤسسات الثقافية المعنية , على أن لا يخضع لظروف مناسباتية بعينها , بل يتحول إلى عمل يومي دؤوب ومبرمج .
قبل معرض فرانكفورت , اعتقد بعض الكتّاب والمتابعين , أن الأدب والفكر العربي , يمكن أن يحقق فتحاً مبيناً من خلال ما يمكن إنجازه خلال يوميات المعرض, مع أن الآراء التي طُرحت ما بعد فرانكفورت , توصلت إلى أن الأدب العربي لا يمكن أن يصل إلى العالم , دون ترجمات على نطاق واسع , وإقامة علاقات ثقافية مع المؤسسات والجامعات العالمية , وتزويدها ما أمكن , بالإصدارات العربية كافة من كتب ودوريات , وخاصة تلك التي تهتم بالأدب العربي , والعمل على تعريف الأديب العربي , وبمنجزه الإبداعي , من خلال الدوريات العالمية و شبكات الانترنت وغيرها من وسائل الإعلام المتطورة .
إن إقامة الندوات , ومنها ندوة تونس , تأتي بلا شك في سياق العمل العربي المشترك , من أجل ثقافة عربية كونية , غير أن مثل هذه الندوات غير كافية لأن تجعل هذا الأدب كونياً , إن لم تعقبه أفعال حقيقية , على أرض الواقع , تساهم بتربعه في المكانة التي يستحقها بالفعل .