وكيف تدار لدرجة أن بعض المتعهدين صاروا يقومون بالمخالفات أمام عيون الناس وفي وضح النهار, وباتت شطارتهم تؤهلهم للحصول على رقم قياسي في الإنجاز لدرجة أنك تدهش عندما تجد بناءً طابقياً ينهض مثل (الفطر) خلال وقت قصير, ليصبح الحديث عن إزالة المخالفة أمراً مستحيلاً وبالتالي ليس أمام من يقمع المخالفة إلاّ القبول بالأمر الواقع والتسويات التي يدفع ثمنها الناس الذين لا يملكون شيئاً من (شطارة) هؤلاء.
والشطارة هنا ليست في التقيد بالقانون والأنظمة النافذة بل أصبحت في مفهومهم السرعة في الالتفاف عليها وتحويل المستحيلات إلى أمر واقع, فكما يقول المثل عيونهم قوية وجيوبهم ممتلئة ولا من محاسب أو رادع لأنهم أكملوا حلقة (الشطارة) في الوصول إلى بعض أصحاب القرار في البلديات التي يعملون ضمن قطاعها الإداري.
وقد أصبحت لديهم صداقاتهم القوية التي (تكسر) عيون هؤلاء الناس فلم تعد ترى ما يفعلون ولم تعد آذانهم تسمع ما يقال حولهم.
والغريب أن بعض (الشطّار) من المتعهدين يردون على أسئلتنا بالكثير من التعالي والفوقية, ويجهزون الاتهامات والردود الجاهزة التي لا تخلو من التحدي وكأن أحداً لا يردعهم.. وكأنهم اشتروا سلفاً جميع الناس.
وعندما يجدونك غير ما اعتقدوا تراهم يبررون ارتكاباتهم بأنهم يعملون ضمن نطاق القانون وفي وضح النهار ولن يؤثر عليهم أحد.. بل على العكس ينصحون بعدم الاستمرار في طرح الأسئلة لأنك لن تجد جواباً غير ما لديهم.
وعندما تلجأ إلى بعض العاملين المعنيين بظهور المخالفة تراهم يراوغون ويبعدون مسؤوليتهم ويكتفون بتوجيه اللوم والكتب التي تحمل استفساراً متواضعاً بهدف كسب المزيد من الوقت.
هذا الأمر حدث معنا ونحن نتابع تحقيقا حول مخالفات البناء في مقاسم إحدى الجمعيات في قدسيا, ومثله يحدث كثيراً والمهم ألاّ نتوقف عن طرح الأسئلة لأننا ندرك أن الحقيقة هدف صعب المنال, ولا بد لها من أن تكون السائدة في النهاية.
الحديث عن المخالفات يقودنا إلى وضع يثير الأسئلة في منطقة السيدة زينب حيث انتشرت على الطريق بين المتحلق الجنوبي وببيلا مجموعة من صالات الأفراح, نهضت فجأة في غفلة عن عيون الكثيرين وصارت أمراً واقعاً لتبدأ باستقبال الأعراس والمناسبات, تاركة السيارات المتوقفة أمامها لعرقلة السير خاصة في الليل دون وجود حل مباشر لهذه المسألة وسؤالنا يقول لمن سمح لهم بإقامة الصالات التي يزيد عددها عن 20 صالة لماذا لم تلحظ مواقف للسيارات لتخديم المناسبات حفاظاً على استمرار حركة السير على هذا الطريق?!
ومن سيحل المشكلة القائمة نتيجة هذا الزحام?
كذلك متى تلتفت البلديات إلى هموم الناس ومشكلاتها فتضع الحلول العاجلة لإشغالات الأرصفة, ومنع المخالفات التي صارت أكثر من أن تعد.. وهل هناك من قرار مسؤول يضع حداً لاستمرار التجاوزات, ويضع الحقائق بنصابها حتى لا يبقى هناك من يجد في نفسه أو أرصدته وأفعاله ما يدعوه إلى الاعتقاد بأن يد المحاسبة لن تطوله ولن تطول كل من تواطأ معه..?!
فتكون العدالة التي يطلبها الجميع?!