تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 1 /11/2004م
مصطفى المقداد
لشد ما يؤلمني الحديث عن جانب إنساني وقطاع تربوي يعانيان مشكلات وعقبات كبيرة في الوقت الذي يفترض فيه تنفيذ آليات سهلة ومبسطة..

فالصحة المدرسية قطاع يهتم بصحة التلاميذ والقطاع التربوي برمته, ويعنى بالحفاظ على سلامة العاملين وحمايتهم من الجوائح والأمراض السارية وتقديم المشورات التي تقيهم شر الأمراض المعدية, بسبب كثرة التجمعات وزيادة عدد التلاميذ الأمر الذي يحمل على توقع انتشار الأمراض بطريقة مخيفة.‏

أما بالنسبة للمعلمين والعاملين في قطاع التربية, فإن المهمة المنوطة بالصحة المدرسية تطول في جانب منها تقييم صحة العاملين ومدى ملائمتها للاضطلاع بالمهمة الملقاة على عاتقهم وتقدير احتياجاتهم للراحة والاستشفاء إضافة إلى منح المعلمات إجازات الأمومة والاستراحات المرضية في حال الحاجة إليها.‏

وأذكر أن السيد مدير الصحة المدرسية صرح ذات مرة بأن مديريته بصدد إنشاء عيادات تخصصية بأمراض النساء في كل محافظة يقوم على إدارتها عدد من الأطباء المتخصصين في هذا المجال, ويوضع تحت تصرفهم أجهزة الكشف والمعاينة والفحص بالأمواج فوق الصوتية التي تحدد وضع وتطور الجنين.‏

ويبدو هذا الكلام في شكله عملاً حضارياً يقوم على أداء خدمات إنسانية جلية.‏

ولكن واقع الحال ولا سيما في ريف دمشق يشير إلى خلاف ذلك, فالعيادة المركزية التي تمت إشادتها تخلو من الأطباء المتخصصين بأمراض النساء, ولكن تم فرزهم إلى المراكز الفرعية, إضافة إلى عدم وجود أجهزة تصوير (إيكو) يمكن من خلالها معاينة المعلمات اللواتي يحتجن لإجازات الأمومة وفقاً لبنود وتعليمات القانون الأساسي للعاملين في الدولة, والواقع أن الذريعة المقدمة بشأن عدم إدخال العيادة المذكورة موضع الاستثمار تكاد تخرج العاقل عن طوره, إذ ان السبب يعود إلى قيام الأطفال بتكسير زجاج النوافذ ما يستدعي توقيفها وعدم تشغيلها, ويبدو الأمر مضحكا ومحزنا في آن, إذ تحول ممارسات طفولة قد تكون صحيحة ,دون استثمار مركز صرفت ملايين الليرات على إنشائه دون تحقيق الغاية التي وجد من أجلها..‏

وربما ينسحب الأمر على مراكز أخرى, تقدم ذرائع مختلفة لتوقفها عن العمل, لكنها تبقى من النوع ذاته, ونبقى نندب حظنا وطريقتنا في هدر الإمكانات المتوفرة أمامنا.‏

ويبقى السؤال المكرور المطروح حول طرائق عمل وآليات التنفيذ في الكثير من إداراتنا ومؤسساتنا التي تنشىء مراكز لا تستثمرها, وهل يجوز التغاضي عن تلك الآليات?‏

الصحة المدرسية بالرغم مما يدور بشأن عملها, واضطرار الكثيرين من أطبائها لمنح إجازات واستراحات مرضية غير مقنعة, لكن مهمتها الإنسانية تبقى أكبر من أن تحول إجراءات صغيرة دون تفعيلها..‏

ونحن ننتظر ردوداً عملية, تعطي الصحة سمتها وتعكس غايتها..‏

 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30402
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30381
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية