والمتابع العادي يقرأ مزاجية مدهشة في تحديد هذه الفواتير ومناسبتها لحجم ومعدلات الاستهلاك الفعلية , وعندما يجد الأرقام تفوق تخيله يلجأ الى أصحاب الأمر فيأتيه الجواب ادفع الفاتورة ثم اعترض .. وإن كان ذلك فلايدري متى يرد عليه ويأخذ نتيجة الاعتراض وكأن هذه الفواتير المرتفعة جداً صارت ضريبة غير عادلة يدفعها المواطن بحق ودون حق . فمن كان يستجر من الطاقة الكهربائية خلال أشهر أو خلال دورة واحدة ما يعادل /300/ ليرة سورية فوجىء أن عليه ان يدفع /2000/ ليرة مع أن استجراره لم يتغير ولم يشاهد قارىء العدادات ولم يضف أي أجهزة جديدة تستجر الطاقة لتصل الى ربع هذه المعدل ,ويظن أن المسألة خطأ فيندفع للاستفسار لكن الإجابات تصدمه , والأكثر من ذلك أن كمية الاستجرار المقدرة صارت رقما تحفظه المؤسسة المسؤولة عن تحرير الفواتير .. فكل دورة فوق 1000 كيلو واط ساعي ونظام الشرائح المدهش الذي طالعتنا به المؤسسة يبرر لها ارتفاع قيمة الفواتير,وهكذا تستمر المعاناة وتضيع الأسئلة في زحمة الأجوبة التي لا تقنع أصحابها بالتأكيد خاصة وأن قيمة الفواتير تتكرر بين دورة وأخرى وتكاد تتطابق إن لم نقل هي متطابقة فعلا لدرجة أن الرقم المطلوب دفعه صار رقماً مسجلاً يفوق طاقة المواطن وقدراته المالية .
قد يقول قائل إن مؤسسة الكهرباء لاتعمل بخسائر فهي تحسب الأرقام العامة لاستهلاك المدينة وتفصل الفواتير على حساب المشتركين فتأتي هذه التقديرات .
وإذا صح هذا القول فما ذنب المشترك الذي لايمكنه دخله من الحصول على أية أجهزة للترفيه وهو في العموم يجاهد لتأمين رزقه ورزق أولاده , فتصبح فواتير الكهرباء حالة تزيد إرهاقه وتذمره وشكواه.
وما ذنب المشترك إن كان هناك آلاف المتنفذين الذين لايدفعون والذين يتنعمون بكل ملذات الحياة على حساب غيرهم .. هذا غير الحديث عن أساليب أخرى ومصادر استجرار تزيد الفاقد العام والاستهلاك العام للكهرباء .. فهل هكذا تسوّى الأمور ?!
وهل يكون سد الثغرات على حساب الناس والمشتركين البسطاء فإذا حسبنا استجرار أحد المعامل خلال عام والفواتير التي يدفعها ,لوجدناها تنقص إن لم نقل توازي استجرار شخص بسيط / عداد منزلي / لاتتوفر لديه وسائل الترفيه الكهربائية .
وإذا كان هناك طرق غير شرعية لاستجرار الكهرباء لماذا لانفتش عن الكبار, ونحمل الصغار مسؤولية ذلك !!
هذا إذا لم نتحدث عن ممارسات وضغوط وضبوط غير صحيحة يطلقها المسؤولون عن الكهرباء تجاه أصحاب بعض المنشآت فيحملونهم أرقاماً بالملايين تعرض منش¯آتهم للبيع بالمزاد العلني في وقت تكون في الوثائق والحقائق والقانون في صالح المشترك..
كل ذلك صار حركات مكشوفة لا تستر الظلم والإجحاف الذي تمارسه مؤسسة الكهرباء على الناس . . فهل نعيد النظر .. أم علينا تأجيل الاعتراض الى وقت تكون فيه المؤسسة رابحة ولديها القدرة لسماع شكاوى الناس ?!