كما تؤكد المصداقية التي تتمتع بها صحافتنا عند المواطن ودورها في إبراز معاناته بعد أن سدت الطرق في وجهه!!
خلال اليومين الماضيين تلقيت سيلاً من الشكاوى الخطية التي يحتاج عدد منها لتحقيقات صحفية من (كعب الدست) بعد أن فشلت المؤسسات المعنية -حتى الآن- في معالجتها, وبعضها يحتاج لإشارات سريعة من (أبجد هوز) علّ - وعسى تجد آذاناً صاغية.. وأفئدة قوية.. وقرارات جدية من أصحاب (الحل والربط) في هذه الوزارة أو تلك.
إحدى هذه الشكاوى تؤكد أن مرضى الكلية المنتشرين بالمئات في بلدنا يعيشون منذ أكثر من عشرة أيام معاناة لا توصف بسبب عدم توفر المحلول المطلوب لغسيل (كلاهم القاصرة) عبر أجهزة الكلية المتوفرة بالمشافي العامة.. وبالتالي باتت حياتهم مهددة بخطر محدق.. هذا إذا لم يكن قد مات بعضهم- كما أكد الشاكون!! وعندما سألنا عن السبب قيل لنا إن الوزارة المعنية باستيراد المحلول تأخرت في الاستيراد أكثر من اللازم ,والوزارة المعنية بغسيل الكلى تأخرت ربما عن المتابعة والتنسيق!!
المهم أن (الدقة) جاءت برؤوس المرضى الذين يذرفون الدموع بغزارة.. عوضاً عن فرز المخلفات السامة من أجسامهم!!
والشكوى الثانية من شقيق مهندس يدعى (أكرم فجر أبو عباس) قضى بإصابة عمل في أحد مشاريع فرع مؤسسة الإسكان العسكرية بطرطوس منذ 30/7/,2001 ورغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على الإصابة ورغم أنه ترك زوجة وأربعة أطفال صغار.. ورغم المراجعات اليومية لدائرته والدوائر ذات العلاقة والتأمين والمعاش.. ورغم أن أرملته وأطفاله يعيشون حالة مأساوية من الحاجة والفقر يصعب التعبير عنها.. لم يتم حتى تاريخه صرف أي معاش للورثة ولا أي تعويض لهم ,كل ذلك بسبب الترهل والروتين والبيروقراطية الحمقاء -كما يقول الشقيق-..
أعتقد أنه لا داعي للمزيد.. حتى لانضطر و(نزيد) بالكلام الذي ينظر إليه بعض (المعنيين) بأنه غير سديد!! مع أنه سديد وسديد!