تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 14/9/2004
عبد الحميد سليمان
سميت دمشق الفيحاء, لأنها كانت واحة غناء تحيط بها غوطة دمشق من الشرق والشمال والجنوب, ويحتضنها جبل قاسيون من الغرب, وتعوم على بحر من المياه الجوفية.. ويكمل تلك اللوحة الجميلة نهر بردى الذي يخترق أحياءها متفرعاً إلى سبعة أفرع تخترق الدور والبيوت وتسقي البساتين والجنائن لتنتهي أخيراً في بحيرة العتيبة.

هذه هي دمشق التي رسمت صورتها في أذهان الجميع منذ القدم, ونتمنى أن تبقى هذه الصورة المشرقة الجميلة وتزداد تألقاً, لأن دمشق ليست بالمدينة العادية وليست بالعاصمة العادية, فهي أقدم مدينة مأهولة في التاريخ وهي العاصمة الموحدة الأولى للعرب, ومنها انطلقوا لبناء دولة عظيمة وتركوا إرثاً حضارياً للعالم أجمع.‏

وهي اليوم عاصمة الصمود العربي وقلب العروبة النابض والمعبرة عن آمال وآلام الأمة العربية من خلال مواقفها الوطنية والقومية ودفاعها عن الحقوق العربية. من أجل هذا يجب أن تبقى دمشق جميلة بهية تكللها أطواق الفل والياسمين.‏

لكن هل تلقى دمشق الاهتمام الذي يليق بها على صعيد مظهرها الجمالي والعناية بشوارعها وحدائقها وساحاتها?!‏

الواقع يقول غير ذلك, فالساحات تخلو في معظمها من أية رموز ونصب وتماثيل تخلد الأعمال البطولية والفكرية والفنية ورجالات الوطن الذين دافعوا عنه وضحوا في سبيله.‏

أما الحدائق فهي قليلة ويمكن أن نسميها أشباه حدائق, نظراً لصغر مساحاتها ومحدودية استيعابها للزوار, وقد تظل مغلقة في أكثر الأحيان.‏

أما المداخل فلا تليق بالعاصمة, سواء المدخل الجنوبي أو المدخل الشمالي أو غيرها من المداخل, فما زالت بحاجة إلى تجميل وتحسين وإظهارها بالمظهر اللائق بعاصمتنا الحبيبة!!‏

أما الأشجار في الشوارع والمنصفات فتشكو الاهمال وتحتاج إلى تنسيق وعناية وبعضها يحتاج إلى تجديد وتبديل.‏

أما المباني فتفتقر إلى الانسجام الهندسي واللوني ولا تميزها هوية عمرانية أو يوحدها نمط متشابه تنفرد به كبقية المدن السورية الأخرى.‏

فالزائر إلى مدينة حماة أو إلى مدينة حلب يشاهد الأبنية الحجرية البيضاء والانسجام في هندسة البناء والأشكال المعمارية المميزة لهاتين المدينتين.‏

أيضاً في المدن الأخرى التي اكتسبت هوية معمارية تميزها عن بقية المدن مثل الاستفادة من الحجارة البازلتية في مدينتي السويداء وحمص, والاستفادة من الحجر الخفاني الخفيف في مدينة اللاذقية. والمدن الساحلية الأخرى..‏

إن الاهتمام بجمال مدينة دمشق وتحسين مداخلها وساحاتها وشوارعها وأرصفتها هو أقل شيء يجب أن نقدمه للفيحاء لتبقى عروس المدن وعاصمة المجد, وإن التفاوت في حجم الاهتمام ونوعيته يختلف بين فترة وأخرى, وبين مجلس محافظة وآخر, وبين محافظ ومحافظ, فقد مر وقت تم فيه تحسين مظهر الواجهات والجدران, والأسوار وتلبيسها بالحجر, ولكن كان ذلك على نفقة المواطنين, وكأن المحافظة لا تجبي الضرائب والرسوم من الناس?!‏

ودمشق تحتاج حملة تجميل وصيانة وإزالة التشوهات والمناظر غير الحضارية والحد من الفوضى المرورية والتعدي على الأرصفة, والاهتمام بالحدائق والأشجار والمنصفات والمناطق الخضراء وحماية الحدائق وإقامة المزيد منها وخاصة في المناطق المزدحمة بالسكان.‏

 

 عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان

القراءات: 30267
القراءات: 30269
القراءات: 30262
القراءات: 30265
القراءات: 30264
القراءات: 30269
القراءات: 30264
القراءات: 30268
القراءات: 30268
القراءات: 30277
القراءات: 30272
القراءات: 30272
القراءات: 30273
القراءات: 30270
القراءات: 30269
القراءات: 30266
القراءات: 30282
القراءات: 30272
القراءات: 30268
القراءات: 30268
القراءات: 30272
القراءات: 30272
القراءات: 30269
القراءات: 30262
القراءات: 30274
القراءات: 30268
القراءات: 30278
القراءات: 30280

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية