تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 3/9/2004
أحمد ضوا
يتفاوت المرشحان للرئاسة الأميركية, بوش وكيري الاتهامات والخطايا بحول مبررات الحرب على العراق ويتجاهلان عن عمد الحديث أو التطرق إلى تداعياتها الكارثية على الشعب العراقي والأمن والسلم الدوليين رغم ضخامتها وفظاعتها.

فالخلاف بين الطرفين إذا ليس موضوعه مسألة سحب قواتها من العراق وإنهاء احتلاله والبحث عن أنجع الحلول وأسرعها لتفادي ما خلفته الحرب من دمار هائل وانقسام في المجتمع الدولي ,مما يعني غياب الرؤية والقرار الأميركي بخصوص إنهاء الاحتلال في الأشهر القليلة القادمة .‏

الشعب العراقي والمجتمع الدولي لم يعد يهتم بمسألة مبررات الحرب التي يسخر بوش وكيري ومساعدوهما إمكاناتهم الخطابية لإثبات صحة رؤيتهم حولها لأغراض انتخابية صرفة ,وإنما يتوق لمعرفة توجهات وخطط الولايات المتحدة لإنهاء احتلال بلادهم بأسرع وقت ممكن تفاديا للسقوط في مستنقع تغرق فيه الولايات المتحدة رويدا رويدا في هذا البلد يدفع ثمنه الشعب العراقي المزيد من الضحايا والخراب والدمار .‏

بوش وكيري يتهربان من الاستجابة لهذا المطلب العراقي و العالمي ليس لأنهما مختلفان حوله على الإطلاق كما هو واضح من تصريحاتهما ,بل لأن كلا منهما لا يملك الرؤية والخطط حول سحب القوات الأميركية, مما يعني أن المخططين في هذا الشأن لا يهتمون لهذا الأمر بل أن تصرفات القوات المحتلة وخاصة الأميركية منها واستخدامها للقوة العسكرية المفرطة ضد الشعب العراقي ومقاومته تدل على توجه الاحتلال وسعيه لإطالة أمد بقائه وسيطرته على العراق وذلك خلافا للوعود التي أطلقت قبل الحرب وبعدها من الرئيس بوش وطاقم إدارته أمام هذا الواقع وما يمكن أن تفرزه الانتخابات الأميركية, في الشهرين القادمين بما يرافقها من جمود إزاء الملفات الحساسة والكبيرة , يبقى الموضوع العراقي مفتوحا على أخطر الاحتمالات وفقا للتطورات التي تحدث على الارض ومن الخطأ الكبير الاعتقاد أو القول بأن القوات الأميركية تسيطر على الوضع أو قادرة على حسمه لمصلحتها .‏

ومن هنا تنبع أهمية التحرك العربي والدولي للضغط على الولايات المتحدة ودفعها لإعلام العالم بخططها في العراق وخاصة المتعلقة منها بإنهاء احتلاله ,وإفساح المجال أمام تسلم الشعب العراقي تقاليد السلطة واختيار حكومته بحرية واستقلالية .‏

ومن المفترض بمجلس الأمن الذي اتخذ عدة قرارات قبل الحرب واعترف بالاحتلال أن يقوم بدوره في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ,ويعمل على إيجاد حل ينهي بموجبه مأساة الشعب العراقي المتواصلة بسبب استمرار الاحتلال بدلا من التفرغ لقضايا تحاول الإدارة الأميركية فرضها عليه,لاتشكل أي تهديد للسلم العالمي بل تعد تدخلا خطيرا في شؤون بعض الدول الداخلية بشكل ينتهك ميثاق الأمم المتحدة على وجه خطير .‏

فاستمرار مجلس الأمن بصرف النظر عن مسألة احتلال العراق وعدم تنفيذ الولايات المتحدة لوعودها بإنهاء احتلاله وفق جدول زمني محدد هو بمثابة التقصير في القيام بالواجبات المتاحة به لجهة الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والتي يعد الموضوع العراقي بوضعه الحالي من أشد وأخطر المهددين للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم .‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30395
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30398
القراءات: 30389
القراءات: 30397
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30395
القراءات: 30394
القراءات: 30397
القراءات: 30392
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30399
القراءات: 30396
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30396
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30400
القراءات: 30397
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية