تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 3/9/4002
أحمد حمادة
في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الأميركية التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وبطبيعة العلاقة بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان تتعالى الأصوات المتطرفة داخل حكومة الارهابي ارئيل شارون لتوسيع عدوانها المفتوح ضد الشعب العربي الفلسطيني وضرب سورية بذريعة دعمها للارهاب المزعوم.

فما ان توعد رئيس الحكومة الاسرائيلية بشن حرب شاملة ضد الفلسطينيين وضربهم أينما كانوا واصراره على مواصلة بناء جدار الفصل العنصري بأسرع وقت ممكن حتى خرج وزير خارجية الكيان الاسرائيلي سيلفان شالوم ونائب وزير الحرب الصهيوني بجملة من التصريحات التي تهدد سورية وحركات المقاومة وفي مقدمتها حزب الله وحماس ويتوعدان خلالها بتوجيه الضربات العسكرية لهما بذريعة دعم العمليات الاستشهادية وآخرها عملية بئر السبع الاستشهادية في فلسطين المحتلة.‏

ولعل السؤال الذي يشير الى سهم بوصلة تلك الضغوط الاميركية والتهديدات الاسرائيلية هو: لماذا تحرك الطرفان الاميركي والاسرائيلي في هذا التوقيت بالذات وبشكل منسق لممارسة كل هذه الضغوط واطلاق كل هذا الوعيد ضد سورية ولبنان? ولماذا كل هذه الغيرة الأميركية على الديمقراطية والدستور اللبناني واستحقاقات الرئاسة هناك?!‏

لن نخوض في تفصيلات الانتخابات الرئاسية الأميركية واستحقاقاتها وفي مقدمتها ارضاء اسرائيل واللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة الاميركية ومنظمته بالايباكا وأذرعه الاقتصادية والمالية والاعلامية الاخطبوطية فقد اصبحت هذه السياسات الأميركية مفهومة للقاصي والداني واصبح يعرف دقائقها كل متابع لما يجري في اميركا ومنطقتنا العربية, وهي من الأسباب الرئيسية للحملات المذكورة ضد سورية ولبنان, ولكن يمكن النظر لكل هذا التهديد والوعيد من زاوية الاستراتيجية الأميركية للمنطقة العربية ومخططاتها الكثيرة لإعادة رسم خرائطها وسياساتها وتوجهاتها بصيغة جديدة وطريقة جديدة لا تخدم إلا الكيان الاسرائيلي واطماعه التوسعية.‏

فالقرار الذي تضع اميركا كل ثقلها في مجلس الأمن الدولي لإصداره يحاول ترتيب الأوضاع في لبنان الشقيق بشكل ينسجم مع ما تريده اسرائيل وخصوصاً فيما يتعلق بتحويل الجيش اللبناني الى مجرد حام للأمن الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة وتقييد المقاومة الوطنية اللبنانية رغم ان اسرائيل تعتدي يومياً على الأمن اللبناني براً وبحراً وجواً ومن هنا جاءت الغيرة الأميركية على الدستور اللبناني ووجدت في الامر ضالتها لإثارة موضوع وجود القوات السورية في لبنان مع ان هذا الوجود شرعي وقانوني ومتفق عليه بين الحكومتين الشقيقتين وبرعاية عربية وتفهم دولي واسع النطاق.‏

ومع أن الأشقاء اللبنانيين هم وحدهم من يحق لهم اختيار رئيسهم وتعديل دستورهم فإن الادارة الأميركية سمحت لنفسها ان تتدخل بشكل سافر في شؤونه الداخلية وشؤون علاقته الاستراتيجية مع سورية لتحقيق الأهداف السابق ذكرها, ومن هنا يمكن لنا فهم طبيعة التحرك الاسرائيلي- الأميركي ضد سورية ولبنان.‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30397
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30395
القراءات: 30379
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية