من بعدها.. فماذا عن هذا العام?
نطرح هذا السؤال لأن هناك قلقاً حقيقياً سمعناه من عدة معلمين يتعلق بالتزامن مع إجراء التعداد العام للسكان والمساكن في الفترة مابين 14-20 من هذا الشهر.. اذ سيتم الاعتماد على المعلمين الأصلاء في إجراء التعداد وليحل محلهم معلمون وكلاء..
واذا كنا نعتقد أن وزارة التر بية لديها تصور متكامل لعدم تأثير التعداد العام للسكان على سير العملية التربوية وتأخرها.. فإننا نذكرها بما حصل العام الماضي حيث مر شهر كامل ومئات المدارس داخل المدن وفي الأرياف ,لم يكن البرنامج الأسبوعي جاهزاً ومستقراً فيها والكتب المدرسية لم تتوفر بكاملها وتوزيع المعلمين على المدارس كان غير منتظم ويكفي أن تكون حالة سلبية واحدة لكل عنصر لتؤثر على سير عملية تربوية بأكملها..
والمشكلة برمتها لاتكمن في ضعف الإمكانيات بل في سوء الإدارة.. فالكتب تكفي وتزيد وهناك فائض من المعلمين والمعلمات في أغلب المحافظات..
ومع تقديرنا للجهود المبذولة للعاملين في حقل التربية نشير إلى بعض مظاهر ضعف الإدارة والحزم ,وغياب التنسيق بين مديريات التربية في المحافظات.. والسبب الأهم يعود إلى استهلاك وقت مديري التربية من الثامنة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر بنقل المعلمين أو الطلاب بكل مافيه من واسطات وهواتف وزيارات شخصية على حساب العملية التربوية..
نعتقد أن الوقت الأفضل لمثل هذه الاجراءات هو العطلتان الانتصافية والصيفية وهما كافيتان لاستكمال وإنهاء جميع الأمور الإدارية والتهيئة التامة للعملية الدراسية من الناحيتين الاجتماعية والنفسية للطلاب والمعلمين على حد سواء..
وبذلك نصحح الفهم الخاطىء للعطل بأنها وقت للكسل والراحة لتصبح وقتاً للتهيئة الكاملة لكل مستلزمات العملية التربوية بما فيها بيئة المدرسة الصحية وتوفير خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي للمغاسل وسلامة أبنيتها وأبوابها ونوافذها وباحاتها وملاعبها وحدائقها..
وبالتالي تمارس إدارات المدارس ومديريات التربية دورها الطبيعي في مطلع العام لتطوير وتحسين العملية التربوية وتلبية احتياجاتها المتزايدة في وقتها المحدد وبدون تأخير.. ولتبتعد بذلك عن المشكلات الإدارية والمفتعلة والشخصية..
كما أن المركزية أحياناً وضعف استخدام التقنيات الحديثة من كمبيوتر وهاتف وفاكس وانترنت يؤثر سلباً على سرعة حل أغلب الأمور الروتينية اليومية العالقة أو الطارئة..
ومع هذا نحن متفائلون هذا العام لسببين:
الأول أن أغلب مديري التربية في المحافظات هم جدد وتم اختيارهم ضمن النظرة الجديدة لوزارة التربية وسيسعون لإثبات مواقعهم بجدارة.
والسبب الثاني هو تشكيل وزارة التربية لعدة لجان مؤلفة من الموجهين الأوليين في مديريات المناهج والتوجيه والتعليم المهني والتقني وذلك للقيام بجولات ميدانية على المحافظات للاطلاع مباشرة على تطبيق الخطط الدراسية للعام الدراسي 2004- 2005 لكافة المراحل الدراسية والتأكد من جاهزية المدارس من حيث البناء المدرسي ووسائل التدريب والبرامج الأسبوعية..
ونأمل أن تكون النتائج سريعة هذه المرة ولانسمع عن شكاوى التأخر للبرامج والكتب وغيرها..