وبدء عمليات التسويق ليجدوا أنفسهم يسوقون بضاعة غير بضاعتهم تتمثل في بيع وتوزيع (سحاحير) عبوات الفلين التي فرضها عليهم تجار سوق الهال,من خلال عدم استلام إنتاج البندورة إلاّ بهذه العبوات حصرياً, بعد أن أقنعوهم أنها من الفلين وأخفوا حقيقة أنها من الستيربور, هذه المادة التي تعتبر من المواد الثابتة,وغير قابلة للتحلل في التربة, وصحيح أنها غير قابلة للتفاعل مع المادة الغذائية,وأنها خفيفة الوزن,ولامشكلة صحية لها,إلا أنها لا تستخدم إلاّ لمرة واحدة وسعرها غالٍ جداً وصل إلى 22 ليرة سورية للعبوة الواحدة,في حين كانت العبوات البلاستيكية تستخدم لعدة مواسم وتستبدل,ولها قياسات مختلفة تتسع لأوزان عديدة, نافية حجة تجار سوق الهال بأن العبوات الجديدة قابلة للشراء من قبل المستهلك بسعتها الحالية التي تصل إلى ثلاثة عشر كيلو غراماً, علماً أنها ليست من الفلين الغالي الثمن والذي لا يستخدم إلا لأغطية عبوات الأدوية والمشروبات بأنواعها لغلاء سعرها واستخراجها من قشر أشجار السنديان, ويقول المزارعون إن زراعة دونم البندورة تكلف أكثر من ثمانية عشر ألف ليرة دون أجور اليد العاملة, وينتج وسطياً بحدود خمسة عشر طناً من البندورة يصل سعرها إلى خمسين ألف ليرة سورية, تحتاج إلى عبوات يصل ثمنها إلى 23 ألف ليرة سورية إضافة إلى سبعة بالمائة كمسيون تصل إلى 3500 ليرة سورية, وعندما تضاف أجور اليد العاملة التي قد تصل إلى 15 ألف ليرة لإنتاج الدونم الواحد فإن تكاليفه تصل إلى حدود الستين ألف ليرة سورية, وبذلك تكون خسارة الفلاح أو المزارع عشرة آلاف ليرة في الدونم الواحد وأرباح تجار الستيربور ومصنّعيه هي الواضحة والمسوق والمروج لها هم مزارعو البندورة ورغم أنوفهم.
واتحاد الفلاحين يرى أن هذه اللعبة من تجار سوق الهال بالتعاون مع منتجي الستيربور لأن العبوات البلاستيكية القديمة توفر على الفلاح ويستبدلها مرات عديدة ولها سعات كثيرة بدءاً من الكيلو غرام وانتهاءً بالثلاثين كيلو غراماً وليس لها منعكسات سلبية على الإنتاج.
ويرى الفلاحون أن الحرائق التي أصابت الستيربور وهي مملوءة بالبندورة كافية للتوقف عن استخدامه,إضافة إلى الحرائق الأخرى التي حدثت كثيراً لهذه المادة شديدة الاشتعال.
فهل تتدخل الجهات المعنية لإيجاد صيغة مناسبة لإنصاف الفلاحين? وايجاد عبوات مناسبة وبأسعار معقولة لهذه المادة المهمة? أم ستقف تلك الجهات مكتوفة الأيدي كما وقفت سابقاً عندما بدأ انتاج كراسي البلاستيك بسعر وصل إلى 450 ليرة سورية للكرسي الواحد,وهاهو الآن يباع بأقل من 100 ليرة سورية,فهل انخفض سعر مادته الأولية عالمياً? -لا اعتقد ذلك-,ومتى ستنخفض أسعار المادة الأولية للستيربور?.