تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاحد 28/ 11/2004م
خالد الأشهب
حين تجتمع نهايات الخيوط كلها في يد واحدة, تتحول المنصة إلى مسرح دمى بامتياز!!

لعلها محاولة لوصف طريقة العمل وآلياتها وأدواتها ومنابر قرارها في الكثير من مؤسساتنا وإداراتنا ووزاراتنا, فالإداري وليس الإدارة, يحتكر الصلاحيات والقرار, ويفرض ذهنيته ومحتوياتها على الأداء وطرائق العمل, خاصة عندما تغيب الكفاءة عن معايير تنصيبه أو تكليفه بالمفصل الذي يشغله, وبالتالي, يحول القطاع الذي يديره إلى منصة يتحرك العاملون فوقها على طريقة الدمى..‏

ويزداد الأمر سوءاً مع ما يجري من تداخل وظيفي بين مفاصل الإدارة الواحدة, ثم بينها وبين غيرها من الإدارات والمفاصل, ويتسع هامش الخطوة ويتفاوت تسلسلياً, فمدير ناجح وآخر فاشل, لا لأن هذا أكثر كفاءة من ذاك, بل لأنه يقيم صلات ود أكثر مع المفاصل الأعلى, وهكذا دواليك, حتى تغيب الحدود وتتداخل الهوامش الناشئة على الأطراف من أنواع المداهنة والتملق والمصالح المتبادلة وغيرها, وبما ينسحب أولاً على العاملين من غير المتنصبين من خلال الأدوار والأعمال التي ينبغي عليهم القيام بها غير العمل والإنتاج لاستحواذ رضى رؤسائهم وتواصل مكرماتهم!! وثانياً على مردود العمل والإنتاج باتجاه التردي والتراجع وباحتساب الكادر البشري الذي لا يقوم بعمله.‏

ولكي لا نبتعد عن مسارح الدمى والخيوط المتجمعة في يد واحدة فإننا نعيد التذكير باخلاقيات فريق العمل الواحد المتكامل لابمفاهيمه ومصطلحاته فحسب, إذ أن في مقدمة تلك الأخلاقيات يأتي إيثار الغير والتفاني في الواجب, وفي المقدمة منها أيضاً إدراك أن الإنتاج هو خير عام, للكل إذا فاض وعلى الكل إذا انحسر.‏

غير أن هذه الأخلاقيات ومثيلاتها, تتوفر فقط بتوفر شرط الوعي العام, سواء كان اجتماعياً أم معرفياً, فماذا نفعل نحن?‏

نعيد رسم حدود الوظيفة والدور (توصيفه) لكل العاملين وكل مفاصل الإدارة, فتتحدد الصلاحيات بوضوح من جهة وتتحدد معطيات القرار من جهة ثانية, وهذه هي المقدمة الأولى في رسم الحدود بين مكافأة المجد وبين مساءلة الفاسد.‏

أما من الجهة الثالثة, فينحسر التداخل بين الأدوار والوظائف والصلاحيات, وبالتالي, بين المديرين والموظفين وأصحاب الصلاحيات, وهذا أيضاً مقدمة كبرى في إعادة تنظيف قطاعات العمل من الترهل والبيروقراطية وتبادل الاتهام بالمسؤولية.‏

إن بعث الروح في الدمى , يحررها من عبودية الخيط, ويحفز فيها طاقات الإبداع والتجلي, ويعيد إظهارها على مرآة ذاتها كما هي لا كما هي متورمة!!‏

 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 30267
القراءات: 30272
القراءات: 30262
القراءات: 30266
القراءات: 30267
القراءات: 30266
القراءات: 30279
القراءات: 30271
القراءات: 30265
القراءات: 30268
القراءات: 30261
القراءات: 30276
القراءات: 30262
القراءات: 30273
القراءات: 30269
القراءات: 30265
القراءات: 30258
القراءات: 30281
القراءات: 30273

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية