وإذا كان حق لكل متابع -إعلامي أو غيره- أن يرى وقفة هنا أو ارتجافا هناك ربما سقطة أو ارتكابا.. فإنه حق عليه أن يرى خطوة تحققت مهما كانت صغيرة أو محدودة... والذي نراه:
أن ما يتحقق فعليا اليوم وعلى صعيد الإعلام تحديدا في إطار العملية الإعلامية.. ليس جديرا بالاهتمام وحسب, بل جديرا بالمشاركة.
لقد فرض بعض الزملاء هذه القسمة غير العادلة.. وأشهروا شهوتهم ل¯ (الحرية الإعلامية).. وكانت حاجة الإعلاميين على رأس عملهم هي الأشد والأكثر إلحاحا.. وأعلن بمنتهى الصراحة أنه كثيرا ما أسيء لجهدهم وعملهم... لقد حفروا خطا وسط التصحر, وكان ممتازا مهما صغر عرضه.. وتقبلوا اللكم والشتم وغالبا من جهة واحدة خصمهم فيها متوزع بين الإدعاء والموقف الحقيقي..
إن معظم ما كتب ونشر عندنا وعند غيرنا حول الإعلام السوري يتصف عموما بالصفات التالية:
1- إنه بمجمله وبالنسبة الغالبة إلى حدود 90% قابل للنشر في إعلامنا دون إيذاء.. إلا منه ما حوى تضليلا أو إسفافا وكذبا وادعاء.. وأنا على اطلاع ببعضه.. دون أن أنفي أن المؤسسات الإعلامية مسؤولة بهذا المستوى أو ذاك عن النشر خارج أدواتها الإعلامية بسبب الرؤى المحدودة القزمة التي كثيرا ما تحكمت بقرار النشر مصادرة حقوق الناس مسيئة لتطور البلد تحت شعار حمايته..
2- إنه بمجمله أخذ طابع الملاكمة.. فلا أدري لماذا ينتظر صديق إعلامي (حقيقي أو مفترض) أن يقرأ مقالا أو رأياً أو وجهة نظر..
كي يسخن ثم ينزل إلى الحلبة?! بل أكثر من ذلك هو يعلن: إما الحلبة وإما لا..
لماذا لايتحمل معنا مسؤولية تطوير الإعلام من خلال تطوير ما ينشر به
3-لقد انقسم ما نشر إلى ملفين..
ملف يشتم معلنا أنه لايقرأ هذا الإعلام الفارغ.. وملف يقرأ ويأخذ منه وينتقد..
وطبعا.. مقبول ما يرد في الملف الثاني, أقول مقبولا ليس بمعنى أنني أقبله بل أراه منطقيا إلى هذا المستوى أو ذاك- ولن أقول شيئا عن الملف الأول.
بل أقول:
من موقع صحفي يعمل في هذا الإعلام منذ 37 عاما وليس أكثر أو أبعد أو أقل من ذلك أقول:
إنني أرى أبوابا فتحت بحق.. قد لا تكون مشرعة على مصراعيها لكنها كافية لنصب جهودنا جميعا في تحقيق حالة تطور مستمر في هذا الإعلام كي يليق بنا.. ببلدنا.. بسورية.. سورية التاريخ والثقافة.. ولينتبه الزملاء الذين قسموا فلم يعدلوا.. ولينتبه الجميع:
حتى الإعلام الخاص في وضعه الراهن يخرج من ضلع الإعلام الحكومي.. أي ..هنا أيضا سيقع العبء علينا.. فأين أنتم إن كنتم موجودين..
أرجو من أي راغب أن يحاورني وأعتذر عن الملاكمة فأنا أكره حلباتها.
وأخسر جولاتها.. لأنني متقيد فعليا وألزم نفسي بالتقيد بالحوار وشروطه.