وأن أسباب التأخير, العقود الملحقة بالعقد الأساسي والتي هي بحاجة لدراسة معمقة.
طبعا عندنا الأمور تسير عكس الاتجاه كون الدراسات التي تتم لأي مشروع خدمي سينفذ مدتها أطول بكثير من مدة تنفيذ المشروع, وهذا إن دل على شيء إنما يدل على العقلية الإدارية التي مازالت تعشعش في الزوايا الكثيرة من مؤسساتنا العامة, ومحافظة دمشق واحدة من هذه المؤسسات التي تتميز عن غيرها (العشعشة) التي ربما يطول انتظارها ليس لأيام بل لنقل لسنوات, وهذه هي إحدى أهم المسائل التي يعاني منها المواطن في المحافظة, التي لايعرف فيها الداخل من الخارج, بمعنى أن أي معاملة تدخل أروقتها إذا كتب لها رؤية النور فيكون صاحب هذه المعاملة من الأناس الموعودين في الآخرة.
نعود لمسألة الأنفاق, ونؤكد على كلمة أنفاق لأن ما يعنينا ليس فقط نفقي العباسيين والأمويين, لأن الأنفاق الموضوعة في الخدمة لاينطبق عليها صفة النفق بكل ما تعني الكلمة من معان فنية, والدليل على ذلك عندما بدأ الخير يهطل من السماء تكشفت لنا عيوب تلك الأنفاق التي أغلقت أمام السيارات نظرا لعدم تصريف مياه الأمطار التي تجمعت في تلك الأنفاق, وهنا نتساءل:
هل تبقى مسألة إنجاز نفقي العباسيين والأمويين تراوح مكانها رغم كل الوعود?!
وبالتالي هل يجوز أن تبقى مثار جدل لسنوات بدلا من شهور?!
طبعا ما نأمله من محافظة دمشق والجهات المشرفة ضرورة الإسراع بوضع النفقين بالخدمة الصحيحة, والمتكاملة, بمعنى أن تنجز كل ملاحق المشروعين حيث بلغت تكاليف تلك الملاحق ما يعادل نفقات النفقين الأصلية, وهذا إن دل على شيء إنما يدل على السوء الحاصل في الدراسات الأولية أي قبل وضع المشروع قيد التنفيذ.
وهنا نهمس بأذن المحافظة ونؤكد عليها ضرورة الخروج من الحالة التي تعاني منها في مسائل متعددة, أهمها إنجاز كل المشاريع بالسرعة الممكنة بدلا من الركود الحاصل فيها, ولانعتقد أن المعنيين الذين يتمتعون بحس المسؤولية يقبلون بما يحدث في المشروعين المشار إليهما.