اما عندما يلتقي المرء مع الفنان الصافي فلا بد ان يجد متعة اخرى متعة اللقاء مع فنان كبير ليس بفنه فقط وانما باخلاقه وتواضعه ورقة حديثه.. في اللقاء مع وديع الصافي الساعات تمر كالدقائق والوقت يفلت من يدك فلا تعود تحسب له حساباً .
في كل مرة يذهب المرء فيها للقاء الصافي مهما تعددت اللقاءات يشعر برهبة اللقاء فهو لقاء مع عملاق في الفن ملأ فنه الدنيا لاكثر من نصف قرن او يزيد ولا يزال يصدح كبلال الروض فيزيدنا طربا .
ووديع الصافي يعكف هذه الايام على تجميع غنائه الكثير والمتناثر هنا وهناك في الاذاعات والاسطوانات ويأتي ذلك كجزء من خطته لتوثيق مسيرته الفنية الطويلة والغنية وخطوة الفنان الصافي هذه في توثيق مسيرته الفنية بالصوت والصورة مهمةجدا فهو اولا يحفظ الثروة الغنائية من الضياع ويقدم تجربته الرائدة في الغناء والتلحين للاجيال القادمة.
ولكن الاهم انه يسهل على المؤرخين والنقاد البحث عن تاريخه الطويل غالباً ما نجد مشقة في الكتابة عن مطرب او ملحن لقلة المعلومات عنه ولانه لم يسجل ابداعاته ومسيرته الفنية والامل ان يكون جميع الفنانين الكبار بمثل هذه الخطوة حفاظا على تاريخهم الفني الحافل .