ولابد من القول: إن إنتاجنا من مادة زيت الزيتون تجعلنا نحتل مرتبة متقدمة بين الدول التي تتنافس في هذا المجال, وأرقام الإنتاج لدينا في السنوات السابقة أو لهذا العام هي التي تؤكد على ذلك, وتبقى أمامنا مشكلة نراها كل عام وهي أنه بالرغم من وجود معاصر أحدثت وتتميز بتقنية متطورة إلا أنه يلزمنا في هذا المجال الكثير لتكون لدينا القدرة على تصنيع كامل إنتاجنا بالمواصفات العالمية ,لنكون قادرين على المنافسة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
الأمر الآخر هو أن المزارع يتعامل مع هذا المحصول بطرق تقليدية أثناء جني المحصول ,تساهم بتكسير نسبة كبيرة من الأغصان الصغيرة والتي ستحمل الثمار في الموسم القادم, وهذا يؤدي إلى ظهور المعاومة بشكل واضح, والنقطة الأخرى التي تشكل عاملا مهما يؤثر على جودة الزيت من خلال وضعه في أكياس النايلون أو الخيش وتكديسه أمام المعاصر ,ما يجعله عرضة لتفاعلات كيميائية تسيء إلى الزيت وكان الأجدر اعتماد صناديق بلاستيكية ذات ثقوب تسمح بتهويته.
تلك المعطيات التي نتحدث عنها دائما لابد من إيجاد حالة توازي حجم الإنتاج وتصاعده عبر الاهتمام بكل التقنيات التي تجعلنا نحافظ على إنتاجنا من جهة, ومن جهة أخرى إيجاد المصانع القادرة على تصنيعه ومعالجته وفق أحدث الطرق ليكون جاهزا للتصدير إلى الأسواق الخارجية, وهذا يجعل الباب مفتوحا أمام المشاريع الاستثمارية المتنوعة في هذا الإطار القادرة على التعامل مع هذا الإنتاج بطرق تحافظ على نقاء الزيت ومعالجته وفق أحدث الطرق, إن كان من حيث الجودة أو شكل العبوة التي تحفظه وتحميه من مختلف التفاعلات التي تؤثر على جودته بشكل أو بآخر.
إن هذا المحصول الاستراتيجي لابد من حمايته عبر حملات توعية مبرمجة ومكثفة, وعلى مدار العام وإيجاد جميع الوسائل التي تساعد وصوله إلى أماكن تصنيعه بأنجع الطرق.
فبنظرة سريعة إلى ريفنا ندرك الاهتمام الذي يتنامى ويتصاعد في هذا المجال, فقد أضحت المناطق الجبلية والوديان تشكل غابات حقيقية من شجر الزيتون, وهذا يتطلب إيجاد خطة متكاملة لحماية هذه الثروة عبر شبكة طرق زراعية تستطيع من خلالها الآليات الزراعية الوصول إليها من أجل حراثتها ونقل الإنتاج وتسويقه, بدلا من نقله بطرق بدائية وعبر دروب ضيقة تمنع وصول فرق الإطفاء في حال نشوب حرائق حدثت سابقا أو قد تحصل مستقبلا, ويفترض دراسة هذه المناطق وتحديد مسارات للطرق الزراعية لتقدم الفائدة للغالبية العظمى, وفي حال التعدي عليها يفترض أن يعتبر نوعا من المخالفة, وهذا الأمر يتم من خلال خلق حالة الوعي لدى المزارع, وتوضيح أهمية هذه الطرق التي تساعده على نقل محصوله بطرق سريعة بعيدا عن الهدر أو التلف ,وتسهل عليه الإشراف على أرضه وتخديمها بالشكل الأفضل ,ما ينعكس إيجابا على إنتاجنا من مادة زيت الزيتون.