وكأن ذاكرتهم لاتسعفهم احيانا في تذكر ما قالوه سابقا اعني الاراء التي تقال على انها مواقف مبدئية في الحياة و الفن لكن تغيرا طفيفا يحدث مع الفنان ذاته يجعله فاقدا للذاكرة بل ويدفع المتابع للدهشة الى هذه البهلوانيات في الاراء.
قبل نحو سنة قال احد الفنانين اراء في الفانتازيا التاريخية وندمه على العمل فيها مالم يقله مالك في الخمر وعندما عاد للعمل في هذا النوع تحدث بمنتهى الرصانة والوقار على الدور المهم وليس النوع الدرامي ?!
لا احد ضد العمل في مختلف انواع الدراما لانها جميعها في المحصلة فن والفن بهذا المعنى مساحته واسعة ويستحق كل نوع منه العمل فيه لكن يحدث ان احد الفنانين لا يرى نفسه قادرا على تقديم مالديه في احد الانواع فيقلل حضوره فيه او يلغيه دون شوشرة واراء ليتراجع عنها .
مثالي على ذلك احد الفنانين الشباب الذي اشتغل في واحد من اكثر الاعمال التاريخية جذبا للمشاهدة واعني ( الزير سالم ) الذي اثار عددا كبيرا من الآراء معه وضد ه مع ذلك قال لي ذلك الشاب انه لم يجد نفسه في تلك الاعمال وانه سيتوقف عن العمل فيها ودون اي ادعاءات لم يكرر تلك التجربة فعلا وانتظرت ان اشاهده في اي عمل تاريخي اخر ولم يحدث ذلك اذ لم ير ذلك الشاب ذاته في هذا النوع الفني فانسحب بهدوء وقد يحدث بعد بضع سنوات ان يرغب في تجديد المحاولة ولو من باب التحدي لنفسه فيكون بذلك على الاقل صادقا مع نفسه ومع محبيه .
المشكلة ان احدا لا يطالب بآراء حادة في الفن وفي الانواع الفنية لكن مع ذلك يتطوع بعضهم لقول هذه الاراء لكنهم سرعان ما يتراجعون عنها ما ا ن يلوح دور جديد .
غنى الفن في تنوعه وليس في اختصاره الى اي نوع فني مهما بدا جاذبا وبراقا ولو ان نوعاً واحدا من الدراما يكفي لمشاهدتنا العالم كله ينتج هذا الكم المتنوع من الاعمال فالسوق واسعة وتتسع للجميع لكن المصداقية هي المهمة لانها اذا ذهبت فلن تعود!