تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 4 /11/2004م
محمد خير الجمالي
كشفت الحملة الانتخابية الأميركية على رئاسة البيت الابيض عن توافق مرشحي الرئاسة جورج بوش وجون كيري على أهداف الاستراتيجية الأميركية ذات الصلة بقضية الصراع العربي - الإسرائيلي والحرب على العراق

ومكافحة الإرهاب والزعامة الأميركية للعالم, وحصر الاختلاف فقط على أساليب تحقيق هذه الأهداف والطرق المؤدية لها, إذ يصر الرئيس بوش على صوابية مواقفه ووسائل سياسته الهادفة إلى تحقيق أهداف الاستراتيجية الأميركية بما فيها الحرب الاستباقية, ومواصلة العمل بها مع ماتيسر له من حلفاء ودونما اكتراث لأية معارضة دولية لها, فيما يفضل كيري العمل على تحقيق ذات الأهداف بتحالفات أكبر وأقوى, وخسائر أقل بالنسبة لأميركا.‏

وفي موضوع الصراع العربي - الاسرائيلي- فإن التنافس على استرضاء اسرائيل وإرضاء لوبيها في الولايات المتحدة لاستقطاب الناخب اليهودي إلى صف هذا المرشح أو ذاك, كان القاسم المشترك لمواقف كلا المرشحين يدفعهما الى ذلك غياب التأثير العربي على مجرى الانتخابات الاميركية من خارج أميركا وداخلها خلافاً للتأثير الفاعل الذي تمارسه اسرائيل بالاعتماد على اللوبي اليهودي ووسائل الإعلام المسيطر عليها صهيونياً والتغلغل في مراكز صنع الرئيس والسياسة والقرار.‏

وفي ضوء هذه المؤشرات لحملة انتخابات الرئاسة الاميركية ونتائجها المستقبلية على مستوى التوجهات السياسية الأميركية في السنوات الأربع المقبلة نسأل: هل يقبل أن يكون فوز أي من المرشحين رهاناً للعرب يعولون الآمال عليه في كبح جماح الغطرسة الاسرائيلية أو إحداث تغيير ما في اتجاهات السياسة الاميركية من شأنه ان يحولها من سياسة تفرط في انحيازها الى اسرائيل وتماهيها مع تنكرها للحقوق العربية والفلسطينية, إلى سياسة متوازنة تملك من الموضوعية والمصداقية مايؤهلها بالفعل لممارسة دور نزيه في قضايا الصراع العربي- الاسرائيلي ..!?‏

وإذا كان الجواب بالنفي القاطع في ضوء تنافس كلا المرشحين على إبداء الدعم اللامحدود لإسرائيل, والإصرار على اعتبارها حليفاً استراتيجياً لأميركا على حساب مصالحها الحقيقية وعلاقاتها مع العرب ومستقبل هذه العلاقات, فعلى ماذا يجب أن يكون الرهان العربي..?‏

الجواب هو في البحث عن معادل موضوعي يتوفر فقط في صرف النظر عن أي تغيير يمكن أن تحمله الانتخابات الأميركية في ظل المعادلة المحكومة بها منذ أكثر من نصف قرن من الزمن والقائمة على تحكم اللوبي اليهودي بنتائجها ودوره في وضع الاستراتيجية الأميركية والسياسات التنفيذية لها, والاعتماد على استراتيجية عربية تحيي التضامن القومي , وترتكز على مبدأ تنسيق المواقف وإعطاء الأولوية في العمل ,والتحرك لكل مامن شأنه جعل العرب كتلة موحدة اقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً ,تتعاطى مع الآخرين بمنطق المصالح ,وتسجل حضوراً فاعلاً في عالم التكتلات القومية والقارية والدولية.‏

عندما يتحول العرب الى كتلة موحدة الموقف والصف والتوجه والاتجاه, ويتحدثون بصوت واحد حيال قضاياهم ومصالحهم; حينئذ فقط تكون أية إدارة أميركية أمام خيارات محددة للتعامل معهم بمنطق المصالح المتبادلة, ولايملك العالم الا التعامل معهم على أساس احترام مصالحهم والتعاطف مع قضاياهم العادلة, ومن الصعب في ظل وضع عربي متماسك سليم ومعافى من كل حالات الخلاف والتشرذم والضعف, تصور إدارة أميركية تغامر بمصالح الولايات المتحدة وعلاقاتها مع تكتل عربي يضم ثلاثمائة مليون إنسان من أجل علاقة مضرة مع اسرائيل.‏

إذاً المعادل الموضوعي للرهان العربي الخاسر على انتخابات الرئاسة الاميركية خلال خمسين عاماً وأكثر هو الرهان العربي على وحدة الموقف والرؤية وأولويات التحرك العربي حيال أميركا والعالم, والثبات على هذا الرهان فهل يفعلها العرب من أجل مواجهة أكثر فاعلية لتحديات الغطرسة الإسرائيلية والاستخفاف الأميركي بوزنهم ومشاعرهم وحقوقهم ومصالحهم..?‏

 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 30384
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية