واسهم كذلك في إيجاد موقع ودور لبلاده في المنطقة ,وبناء علاقات وطيدة وأخوية مع الدول العربية دفعت بالتعاون العربي الى الواجهة في مراحل مفصلية من فترة قيادته للإمارات التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود .
فالشيخ زايد رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه استطاع أن يبني دولة قوية تمتلك معظم مقومات النهوض والتقدم ,وحول في أقل من أربعة عقود الإمارات من أرض قاحلة لا تضج بالحركة والحيوية وتعتمد في اقتصادها على ما تمتلكه من مخزون نفطي ,الى واحة تنبض بالحياة والتطور والاقتصاد والتنوع .
فقد أدرك الشيخ زايد أن النفط مورد ناضب مع مرور الزمن وخطط لتكون عوائده المالية الأساس لبناء نهضة شاملة والإمارات اليوم بفضل هذا التفكير تتربع على عرش دول الخليج وربما المنطقة, في جذب الاستثمارات وصناعة السياحة وغيرها من الأنشطة الاقتصادية الحيوية كما أصبحت مركزاً تجاريا يزخر بالعمليات التجارية المتنوعة, ويستقطب كبار المؤسسات والشركات الدولية .
وعلى الصعيد العربي كان دور الشيخ زايد واضحا في تدعيم عرى التعاون ومناصرة القضايا العربية , ولا يمكن إلا أن نتذكر الموقف المشرف لدولة الإمارات في حرب تشرين التحريرية حيث أعلن الشيخ زايد بأن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي, وطوال العقود الماضية لم تتأخر الإمارات عن دعم كل ما من شأنه نصرة الشعب الفلسطيني ودعم صموده بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وكذلك مساندة المواقف السورية واللبنانية في وجه الضغوط الدولية والأميركية تحديدا ,أو الوقوف إلى جانب البلدين في سعيهما لتحرير واستعادة أراضيهما المحتلة ومواجهتهما للتهديدات الإسرائيلية. والمواقف الإماراتية في هذا المضمار دائما ما كانت تترافق بما يعززها على ارض الواقع وعلى المستويين الإقليمي والدولي.
أما على المستوى الدولي فكانت الإمارات بقيادة الشيخ زايد أسوة بغيرها من الدول المتمسكة بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي, تسعى للحفاظ على بناء علاقات دولية متوازنة, قائمة على الاحترام المتبادل ,وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى, وأسهمت مواقفها المتزنة في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ,رغم العوامل المضادة وبذلك كسبت احترام المجتمع الدولي وتقديره .
لقد بنى الشيخ زايد دولة حديثة تتمتع بكل المقومات التي تكفل استمرار تطور وتيرة هذا البناء, والشعب الإماراتي الشقيق بقيادته الجديدة قادرعلى مواصلة مسيرته ونيل ما يصبو اليه .