تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 29/7/2004
علي قاسم
الصوت الأوروبي يعلو بالتدريج, بدأه سولانا بصيغة تحد كان لابد منها لحفظ الهيبة الأوروبية التي أرادت لها إسرائيل أن تتلاشى, وتكمله أصوات أخرى معبرة, كان صوت موراتينوس أحدها وأوضحها حتى الآن.

والغضب الأوروبي, لايعكس في حقيقته تحولاً بالمعنى السياسي , بقدر ماهو إدراك أوروبي بالتحديد لمدى الخطر الذي أضحت تشكله الممارسات الإسرائيلية. ‏

فالتجربة الأوروبية مع التعنت الإسرائيلي,ومع تطاول المسؤولين الإسرائيليين على الموقف الأوروبي , تمتد لسنوات وعقود , وهي ليست وليدة موقف آني طارىء أو مرحلي, إنما هي نتاج سياسة إسرائيلية, تعمدت التطاول والرفض لأي موقف لاينسجم مع أطماعها , ولايخدم عدوانيتها. ‏

وإذا كان الأوروبيون قد عبروا عن غضبهم أكثر من مرة,وتر جموا ذلك الغضب على مستويات مختلفة, فإن إسرائيل التي بالغت في تجاهلها للموقف الأوروبي اعتادت على اعتباره هامشيا, وغير مؤثر بحكم الموقف الأميركي المنحاز كلياً , والذي كان كافيا للتخفيف من تأثيره وفاعليته. ‏

وربما ارتضى الأوروبيون لعقود خلت عدم المواجهة, ومحاولة استيعاب التطاول الإسرائيلي او تجاوزه من منطلق الحرص على العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية, فإن الأمر استفحل الى حد أن الإملاء الإسرائيلي وصل درجة من الفظاظة التي لم يعد بمقدورهم تحملها. ‏

والتحول الفعلي لايقتصر على الموقف الرسمي , بل سبقه تحول في الموقف الشعبي الأوروبي عبر استطلاعات المفوضية الأوروبية ,والتي أثارت في حينها غضب الاسرائيليين, والانسجام الذي يبدو في الموقفين الرسمي والشعبي هو حصيلة فعلية كمتابعة الأوروبيين لتطورات الوضع في المنطقة, وبروز الحقائق كما هي بعدما أخفقت وسائل التضليل الصهيونية في دعايتها . ‏

ورغم الإدراك بأن الصوت الأوروبي لم يكن وحده الذي ارتفع على المستوى الدولي, ولاسيما بعد قرار محكمة لاهاي وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة, باعتبار جدار الفصل العنصري غير شرعي, فإن الواقع الفعلي يشير وبوضوح إلى أن غمامة التضليل قد انجلت في بعض جوانبها . ‏

والمطلوب فعلياً ان يتحرك الموقف أوروبيا ودوليا لترجمة ذلك الواقع في موقف سياسي, أشد حزما وأكثر وضوحا للحد من المخاطر التي تنطوي عليها الممارسات الاسرائيلية. ‏

المواقف الأوروبية, خطوة مهمة في اتجاه لابد منه, وهي في كل الأحوال تحاكي واقعاً سياسيا وتعبر عن طفح الكيل, ونفاد الصبر الدولي , بعدما أضحى مشهد التماهي الأميركي - الإسرائيلي يثير الأعصاب والغضب, وبعدما بلغت الغطرسة الإسرائيلية والتطاول على الموقف الدولي, حدوداً غير مسبوقة من الاستباحة. ‏

والأهم من هذا وذاك هو الإدراك لحقائق غيبت طويلاً , والبدء بمسيرة طويلة من المجابهة فرضتها معطيات الواقع, وأملتها خشية المجتمع الدولي من الانعكاسات الخطيرة للانفلات الدموي, الذي تمارسه حكومة شارون وسط صمت , كان لابد من نهاية له . ‏

 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 30398
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30393
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية