تابعت أحد هذه الحوارات مع فنانة, دأبت طوال الحوار للتأكيد على أهمية أن ينحاز الفنان وبالتالي الفن, الى البسطاء الذين لاصوت لهم, وبالتالي على الفنان من موقعهم أن يكون صوتهم, وأن تكون الخيارات الفنية نابعة من هذا الاتجاه وليس غيره.
جميل أن نسمع هذا الكلام, في الوقت الذي ينتصر فيه الجسد على الفكر, ومجموعة الراقصات على الكلمات والمعاني, والميوعة على الجدية.
لكن الجميل أكثر, أن يقترن قول تلك الفنانة وانحيازها الىش الناس بفن راق, لا أن يكون مبررا للانحدار بالفن تحت شعارات يمكن أن يتقولها أي انسان.
منذ زمن بعيد, مازال بعض منه مستمرا حتى اليوم, كان معيار الفنان سلوكه الشخصي لدى محبيه, وكان الناس اذا سمعوا إشاعة عن فنان تسيىء الى سمعته الشخصية, كان ذلك يسحب من رصيده لدى الناس.
اليوم تغيرت الصورة قليلا, وأصبحت الإشاعات الشخصية تعني زيادة شهرة, تتحول في لحظات الى حسابات جارية في البنوك.
لكن ولأننا لابد أن نظل مؤمنين بأن الصحيح لابد أن يسود في النهاية, ولأن هذا أحد سنن الحياة, نعود لنشد على أيدي الجديين في الفن والإبداع كما في الحياة لأنهم كانوا وسيظلون نبراسا للآخرين, وإن كان صوتهم خافتا بعض الشيء هذه الأيام, لأنهم ببساطة ضمير الناس الذي يجب أن لاينام.